جعلت فداك ، إن الناس يزعمون أن الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة فقال : ليس كما يقولون ، إن الله خلق لها خمسين ألف عام ، فتركها قاعا قفرا خاوية عشرة آلاف عام ، ثم بدالله بداء ، فخلق فيها خلقا ليس من الجن ولا من الملائكة ولا من الانس وقدرلهم عشرة آلاف عام ، فلما قربت آجالهم أفسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفرا خاوية عشرة آلاف عام ، ثم خلق فيها الجن ، وقدر لهم عشرة آلاف عام [ فيها ] فلما قربت آجالهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملائكة « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » كما سفكت بنو الجان ، فأهلكهم الله. ثم بدا الله فخلق آدم وقرر (١) له عشرة آلاف ، وقد مضى من ذلك سبعة آلاف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان.
٧٣ ـ تفسير الامام : قال عليهالسلام : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوله عزوجل « الذي جعل لكم الارض فراشا » : إن الله عزوجل لما خلق الماء فجعل عرشه عليه قبل أن يخلق السماوات والارض وذلك قوله عزوجل « هو الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء » يعني وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والارض ، فأرسل الله
____________________
ابن أبى حمزة في التراجم ، وهو عيسى بن حمزة بن حمزة المدائنى : عده الشيخ تارة من اصحاب الباقر واخرى من اصحاب الصادق عليهماالسلام قال النجاشى « ص : ٢٢٦ » عيسى بن حمزة المدائنى الثقفى روى عن ابى عبدالله عليهالسلام وقال في تنقيح المقال « ج ٢ ، ص ٣٥٩ » ما حاصله انه امامى إلا أن حاله مجهول لكن يمكن الوثوق بروايته لما روى في الفقيه في باب ما يأخذ الاب من مال ابنه قال : روى عن عيسى الثقفى وكان ساحرا يأتيه الناس فيأخذ على ذلك الاجر قال فحججت فلقيت ابا عبدالله عليهالسلام بمنى فقلت : جعلت فداك انا رجل وكانت بضاعتى السحر وكنت آخذ عليه الاجر ومن الله عزوجل على بلقائك وقد تبت إلى الله ، فهل لى في شئ منه؟ فقال : حل ولا تعقد فان توبته تكشف عن ديانته ولا أقل من كون توبته بمنزلة المدخ فيكون الرجل من الحسان.
(١) في بعض النسخ « فتبحز الماء » وفي بعضها « ففجر البحر ».