الوسطية اثني عشر شهرا وأحد عشر يوما إلا سبع دقائق واثنتي عشرة ثانية ، و هذه المدة أعني اثني عشرشهرا قمريا وسطيا تسمى سنة قمرية اصطلاحية. و مستعملوا السنة الشمسية لهم طرق : الاولى طريقة قدماء المنجمين فإنهم يأخذون السنة من يوم تحل الشمس فيه نقطة بعينها كالاعتدال الربيعي إلى مثل ذلك اليوم ويأخذون شهورها من الايام التي تحل فيها أمثال تلك النقطة من البروج فإن كانت النقطة التي هي مبدأ السنة الموافق لمبدء الشهر الاول أول برج كأول الحمل كانت أمثالها أوائل البروج الباقية ، وإن كان عاشرة برج مثلا كانت أمثالها عواشر البروج. الثانية الفرس (١) القديم وليس فيها كسور وكبائس ، وسنتهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوما ، وشهورهم ثلاثون ثلاثون ، ويزيدون الخمسة في آخرها ويسمونها « الخمسة المسترقة » وهذه أسماء شهورهم : فروردينماه ، اردي بهشت ماه ، خرداد ماه ، تيرماه ، مرداد ماه ، شهريور ماه ، مهرماه ، أبان ماه ، آذر ماه دي ماه ، بهمن ماه ، اسفندارمذ ماه ، وكان في العهد القديم لهذا التاريخ كبيسة وأنهم كانوا يجمعون الارباع الزائدة ، ويؤخرونها إلى عشرين ومائة سنه ، و كانوا يزيدون لذلك شهرا في سنة الاحدى والعشرين والمائة ، فتصير هذه السنة ثلاثة عشر شهرا ، ولهم في ذلك تفصيل من دور الكبس وغير ذلك أعرضنا عن ذكرها وكان مبدأ هذا التاريخ من زمان جمشيد أو كيومرث ، واستمر إلى زمان يزجرد فلما انتهى ملكهم تركوا الكبس. وكان بعض المنجمين يزيدون الخمسة المسترقة بعد أبان ماه ، وبعضهم بعد إسفندارمذ ماه ، ففي كل أربع سنين أو خمس سنين تتقدم هذه السنة على السنة الشمسية بيوم الثالثة التاريخ الملكي وهو منسوب إلى السلطان جلال الدين ملك شاه ، والسبب في وضعه أنه اجتمع في حضرته ثمانية من الحكماء منهم الخيام ، فوضعوا تاريخ مبدؤه نزول الشمس أول الحمل ، وأول السنة يوم تكون الشمس في نصف نهاره في الحمل سموه بالنيروز السلطاني ، فسنوه شمسية حقيقية ، وكذا شهوره إذا اعتبرت بحلول الشمس في أوائل البروج كما فعله بعض
____________________
(١) كذا في جميع النسخ والظاهر أن الصواب « طريقة الفرس ».