الذي ذهب إليه المفيد ره في حدائق الرياض ، وقد نقل ابن الجوزي في تلقيحه عن ابن سعد أنه هو المجمع عليه ، ثم بتعينه عرفنا أن ما نقله ابن الجوزي عن ابن عباس وغيره وادعى صاحب روضة الصفا اتفاق أئمة الاخبار عليه من مصادفة يوم وصوله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ليوم الاثنين لاعبرة به ، لعدم إمكان اتفاق الاول والثاني عشر من شهر في يوم ، فيكون وصوله (ص) يوم الجمعة ، فظهر أيضا فساد ما نقله عن عروة أنه مكث بقبا ثلاث ليال ، ثم ركب يوم الجمعة ، فالمعتمد هو ما نقله عن الزهري أنه (ص) نزل في بيت عمرو بن عوف بقبا ، فأقام به بضعة عشرة ليلة ، فإنه موافق لما رواه الكليني في الروضة بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليهما السلام في ذكر إسلام علي (ع) وموضع الحاجة منه قوله عليه السلام : حتى هاجررسول الله(ص)إلى المدينة وخلف عليا عليه السلام في امورلم يكن يقوم بها أحد غيره ، وكان خروج رسول الله (ص) من مكة في أول يوم من ربيع الاول وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا عليه السلام يصلي الخمس صلوات ركعتين ركعتين وكان نازلا على عمرو بن عوف ، فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له : أتقيم عندنا فنتخذلك منزلا ومسجدا؟ فيقول : لا ، إني أنتظر علي بن أبي طالب ، وقد أمرته أن يلحقني ، ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي ، وما أسرعه إن شاء الله تعالى فقدم علي عليه السلام والنبي (ص) في بيت عمرو بن عوف ، فنزل معه. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم علي عليه السلام تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف ، و علي عليه السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخط لهم مسجدا ونصب قبلته فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين ، وخطب خطبتين ، ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته إلتي كان قدم عليها ، وعلي معه لايفارقه يمشي بمشيه (١) « الحديث ».
ولايخفى أنه فيه إشكالين : أحدهما في قوله « وذلك يوم الخميس » لما عرفت
____________________
(١) روضة الكافى : ٣٣٩.