حرف الباء
١٦٨ ـ البداء
البداء في اللغة بمعنى الظهور ، يقال « بدا لي أمر » أي ظهر بعد خفائه أو بعد ان لم يكن ظاهر.
والبداء بهذا المعنى مستحيل على الله تعالى ، إذ لا يتفق ذلك إلاّ لمن يجوز عليه الجهل وهو تعالى منزّه عن النقص فهو الكمال المطلق الغير المتناهي ، واذا كان كذلك فهو عالم بكلّ شيء ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو عليم بذات الصدور.
فليس ثمة عالم من العوالم إلاّ وهو تعالى محيط به ومطلع عليه ، على انّ علمه تعالى أزلي بأزلية ذاته المقدسة ، هذا ما عليه الإمامية « رفع الله شأنهم ».
وأما قولهم بالبداء فليس المقصود منه الظهور بعد الخفاء ، إذ انّهم مجمعون قاطبة ودون استثناء على استحالة ذلك على الله تعالى ، فما نسب اليهم من المصير الى هذا القول محض افتراء وإرجاف فهذه كتبهم تعبّر عن فساد هذه النسبة ، والى الله المشتكى ربنا « ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ».
والبداء الذي تقول به الامامية انّما هو الإظهار بعد الإخفاء ، والتعبير عن