١٧٥ ـ بساطة المشتق
المراد من المشتق إجمالا ـ وسيأتي ايضاحه تحت عنوانه ـ هو المبدأ أو الحدث المتّحد مع الذات بنحو من أنحاء الاتحاد كمفهوم الضارب.
والبحث في المقام عن انّ مفهوم المشتق هل هو بسيط أو مركب ، بمعنى انّ مفهوم المشتق مثل مفهوم العالم هل هو بسيط بحسب التحليل العقلي أي مفهوم واحد بحسب الدقة العقلية أو هو مفهوم اندماجي ومركب من شيئين أو أكثر ، فمحل النزاع هو ما عليه المفهوم الاشتقاقي بحسب التحليل العقلي ، وليس محل النزاع ما يظهر من كلمات صاحب الكفاية رحمهالله من انّ البساطة والتركب المبحوث عنهما للمشتق هي البساطة والتركب باعتبار ما يحدثه المشتق من تصور عند اطلاقه مثلا المعبّر عنه باللحاظ الإدراكي.
أي ان قلنا انّ الصورة المرتسمة في الذهن عند اطلاق المشتق هي صورة مفهوم وحداني فهذا معناه انّ مفهوم المشتق بسيط وان قلنا انّ ما يرتسم في الذهن عند اطلاق المشتق هي مجموعة مفاهيم مثل الذات والمبدأ « الحدث » فهذا معناه انّ مفهوم المشتق مركب ، إذ انّه لا ريب في انّ ما ينقدح في الذهن من اطلاق المشتق ليس إلاّ معنى واحدا ، وليس هذا محل خلاف بين الأعلام ، فالبساطة بحسب الإدراك والتصوّر لا تتنافى مع التركيب بحسب التحليل العقلي ، والذي يكون البحث فيه عن واقع المفهوم الاشتقاقي وهو الذي يقتضيه الوجدان وما عليه المتفاهم العرفي من غير فرق بين المشتق وسائر الألفاظ ، فالبساطة إذن بحسب الإدراك والتصور ليست محور النزاع بين الأعلام كما انّها لا تتنافى مع التركب بحسب التحليل العقلي.
فمحل البحث هو ما عليه واقع