فرد حقيقي لما هو معتبر عقلائيّا.
والمتحصّل انّ الجملة الإنشائية ـ بنظر المشهور ـ هي كلّ جملة يتحقّق بواسطة ألفاظها فرد حقيقي للاعتبار العقلائي ، فقول القائل « صلّ » ايجاد لفرد حقيقي للطلب أي ايجاده في عالم الاعتبار.
وأمّا بنظر السيّد الخوئي رحمهالله فالجملة الإنشائيّة موضوعة لإبراز أمر نفساني لا يتّصل بقصد الحكاية ، وهذا ما يميّزها عن الجملة الخبريّة ، فالواضع ـ والذي هو المتعهد بنظره ـ التزم بأنّه كلّما أراد ابراز أمر نفساني كاعتبار الملكيّة أو الزوجيّة فإنّه يبرزه بواسطة الجملة الإنشائيّة.
فالجملة الإنشائيّة هي ما يبرز بها المتكلّم مقاصده على أن لا يكون منها قصد الحكاية ، فليس للجملة الإنشائيّة دور الإيجاد للمعنى ، بل هو دور الإبراز لما انوجد في النفس.
وهناك مبان اخرى ذكرت لما هو المراد من الجملة الإنشائيّة ، أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة.
* * *
٢٧٦ ـ الجملة التامّة والجملة الناقصة
لا إشكال في انّ هناك فرقا بين الجمل التامّة والجمل الناقصة ، وذلك لأنّنا نرى وبالوجدان انّ الجمل التامة توجب الاكتفاء بمدلولها والاستغناء به عن الاستزادة من المتكلّم ، فالسامع لا ينتظر معها شيئا آخر ، وهذا بخلاف الجمل الناقصة ، فإنّ السامع يبقى معها منتظرا للمزيد.
ومن هنا اتّجه البحث عمّا هو السرّ في هذا الفارق الوجداني بين الجملتين ، ونذكر لذلك اتّجاهين :
الاتّجاه الأوّل : وهو انّ منشأ الفرق بين الجملة الناقصة والجملة التامّة هو الوضع ، بمعنى انّ الواضع وضع الجملة الناقصة للتحصيص أي