بمعنى انّها متوفّرة في صقع الذهن على ما ينبغي ان تتوفر عليه النسبة من وجود طرفين تكون النسبة موجبة للربط بينهما. فالجملة التامة عند ما تأتي للذهن تكون بهذا النحو ، إذ انّ الذي يحضر في الذهن من سماع الجملة التامّة هو مجموع الطرفين والنسبة ، ولهذا قلنا انّ النسبة في الجملة التامة تكون في صقع الذهن واقعيّة.
وأمّا الجملة الناقصة فهي تحضر في الذهن على انّها مفهوم أفرادي ، ولهذا فهو يحتاج الى طرف آخر ينتسب اليه ، غايته انّ الذهن هو الذي يحلّل هذا المفهوم الأفرادي.
وبتعبير آخر : انّ الجملة الناقصة مثل « غلام زيد » تحضر في الذهن على انّها مفهوم واحد ، فلا نسبة حقيقيّة له ، إذ انّ النسبة الحقيقيّة متقوّمة بطرفين والحال انّه لم يحضر في الذهن إلاّ بوصفه مفهوما أفراديا ، غايته انّ الذهن بعد ذلك يحلّل هذا المفهوم الأفرادي فإذا صحّ ان نسمّي هذا نسبة فهو نسبة تحليليّة.
ومن هنا يتّضح الفرق بين الجملة التامة والجملة الناقصة وانّ النسبة في الجملة التامة تكون في الذهن واقعيّة وأمّا في الجملة الناقصة فالنسبة في الذهن تحليليّة اندماجيّة ، بمعنى انّ المضاف والمضاف إليه يعبّران عن مفهوم افرادي.
فإذن الفرق بينهما انّما هو في كيفيّة حضورهما في الذهن وإلاّ فالنسبة في الواقع الخارجي واحدة ، إذ لا فرق خارجا بين « زيد عالم » و « زيد العالم » من حيث تماميّة النسبة خارجا.
هذا حاصل ما أفاده السيّد الصدر رحمهالله ولمزيد من التوضيح راجع عنوان « النسبة ».
* * *
٢٧٧ ـ الجملة الخبريّة
اختلف الاعلام في المعنى الموضوع