عليه باللفظ ، فالمعنى الملازم عرفا لمعنى اللفظ هو مدلول دلالة الإيماء والتنبيه واللفظ المسوق لهذا الغرض هو الدال ، وأمّا دلالة الإيماء فهي الانتقال باللفظ الى المعنى الملازم عرفا لمدلول اللفظ.
وبهذا اتّضح انّ منشأ ظهور اللفظ في المعنى الملازم لمدلول اللفظ هو الملازمة العرفيّة بين مدلول اللفظ وبين المعنى الآخر بمستوى توجب هذه الملازمة استظهار العرف إرادة المتكلّم للمعنى الملازم من اللفظ.
ومثال ذلك ما لو قال المولى : « كلّ من صلّى في أرض مغصوبة فعليه إعادة الصلاة » فإنّ هذا التعبير وان كان مدلوله اللفظي هو لزوم اعادة الصلاة إلاّ انّ لهذا المدلول لازم عرفي وهو مانعيّة الغضب لصحّة الصلاة وإلاّ فلا معنى لاعادة الصلاة لو كانت الصلاة في الأرض المغصوبة صحيحة ، ومن هنا يستظهر العرف إرادة المولى بهذا التعبير الكشف عن المانعيّة ، وذلك لإحرازهم إدراك المولى للملازمة.
وهكذا لو قال المولى لمن أفطر في نهار شهر رمضان « كفّر » فإنّ العرف يستظهر من ذلك إرادة المولى للكشف عن سببيّة الإفطار للتكفير.
* * *
٣٣٧ ـ الدلالة التصديقيّة
ويعبّر عنها بالدلالة الجدّية وبالدلالة التصديقيّة الثانية ، والمقصود منها ظهور حال المتكلّم بأن ما أراد تفهيمه بكلامه مريد له جدا وواقعا.
وبتعبير آخر : انّ الدلالة التصديقيّة الثانية تعني الظهور في التطابق بين الإرادة التفهيميّة الاستعماليّة وبين الإرادة الجدّيّة وانّ المتكلّم قاصد الحكاية عن الواقع.
وبهذا تمتاز الدلالة التصديقيّة الثانية عن الدلالتين التصوريّة والتفهيميّة بأنّها لا تتعقل إلاّ في الجمل التركيبيّة التامة ، إذ انّ قصد الحكاية عن الواقع ـ والذي هو مدلول الدلالة التصديقيّة الجديّة ـ لا يكون إلاّ بجملة مشتملة على موضوع وحكم ، ويكون