تحريك لسانه وفتح فمه. ومن هذه الأمارة العقلائيّة ينشأ الظهور التصديقي لحال كلّ متكلّم في إرادة تفهيم المعنى من كلامه وإلاّ فليس لحاق اللفظ دلالة على الإرادة.
وأمّا دعوى انّ اعتبار اللفظ دالا على المعنى بنحو مطلق ـ حتى مع عدم إرادة التفهيم ـ خروج عن حدود الغرض ، هذه الدعوى لو سلّمت فإنّه يمكن تبريرها بدعوى انّ جعل اللفظ دالا على المعنى في ظرف إرادة التفهيم فحسب غير ممكن ، وهذا ما جعل الواضع يتخطّى حدود الغرض من الوضع ويعتبر اللفظ دالا على المعنى بنحو مطلق أي سواء كان المتكلّم مريدا لتفهيم المعنى أو لم يكن كأن كان المتلفّظ غير عاقل. ومن هنا تكون الدلالة الوضعيّة دلالة تصوريّة وليست تصديقيّة.
ولمزيد من التوضيح راجع عنوان « تبعيّة الدلالة للإرادة ».
* * *
٣٤٧ ـ دلالة فعل المعصوم (عليهالسلام)
إنّ الفعل الصادر عن المعصوم عليهالسلام تارة يكون مكتنفا بما يدلّ على أنّ المعصوم في مقام التعليم للمكلّفين ، كقول الإمام عليهالسلام : « ألا أحكي لكم وضوء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » ، ثمّ أخذ في بيان الوضوء عملا ، أو كما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال قبل الشروع في مناسك الحج : « خذوا منّي مناسككم » ، وكقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صلّوا كما رأيتموني أصلّي » ، وكذلك لو قامت القرينة الحاليّة على أنّ المعصوم عليهالسلام في مقام التعليم العملي للمكلّفين ، فإنّه في حالة من هذا القبيل تكون دلالة فعل المعصوم على الحكم الشرعي تابعة لمقدار دلالة تلك القرينة اللفظية أو الحاليّة ، وهذا خارج عن محل الكلام.
إنّما الكلام فيما يكشف عنه الفعل المجرّد عن مثل هذه القرائن ، فنقول : إنّه تارة يراد استكشاف الحكم من فعل المعصوم وأخرى يراد استكشافه