الواصلة إلينا عن المعصومين عليهمالسلام.
القسم الثاني : يعبّر عنه بالدليل الشرعي غير اللفظي ، وهو ما يكون من قبيل السير العقلائيّة الممضاة من الشارع ومن قبيل الروايات الحاكية عن فعل المعصوم وتقريره. ولمزيد من التوضيح لاحظ ما ذكرناه تحت عنوان دلالة فعل المعصوم ، ودلالة السكوت والتقرير ، والسيرة العقلائيّة والسيرة المتشرّعيّة.
* * *
٣٥١ ـ الدليل العقلي
وقع النزاع بين الاصوليين والإخباريين رحمهمالله في شأن الدليل العقلي ، فذهب الاصوليون الى حجيّة الدليل العقلي القطعي وصلاحيّته للدليليّة على الحكم الشرعي ، وأمّا الأخباريون فقد اختلف في مركز نزاعهم مع الاصوليين ، وهل انّ اختلافهم مع الاصوليين كبروي أو صغروي.
ذهب الشيخ صاحب الكفاية رحمهالله الى انّ النزاع مع الإخباريين صغروي ، بمعنى انّهم لا ينكرون حجيّة الدليل العقلي لو كانت نتيجته قطعيّة إلاّ انّهم يدعون عدم امكانية حصول القطع بالنتائج العقليّة ، فالعقل قاصر دائما عن إدراك الحكم الشرعي.
وأمّا السيّد الخوئي رحمهالله وجمع كبير من الأعلام فقد ذهبوا الى انّ مركز النزاع بين الاصوليين والإخباريين كبروي ، بمعنى انّ الدليل العقلي ساقط عن الحجيّة انتج القطع أو لم ينتجه ، ولهذا قالوا بعدم حجيّة القطع الناشئ عن مقدمات عقليّة.
وكيف كان فلا بدّ من بيان المراد من الدليل العقلي الذي يرى الاصوليون صلاحيته لإثبات أو نفي الحكم الشرعي فنقول : انّ كلّ قضيّة يكون الواسطة في إثبات محمولها لموضوعها هو المدرك العقلي بحيث تتأهل تلك القضيّة بعد ذلك لأن تكون لها صلاحية الكشف عن حكم شرعي أو نفي حكم شرعي فهذه القضيّة يعبّر عنها بالدليل العقلي في اصطلاح الاصوليين.