لافتراض انّه يملك قوت يومه وان كان لا يملك قوت سنته إلاّ انّ الشك في مصداقيّة زيد لعنوان الفقير لما كان منشؤه اجمال المفهوم فإن الشبهة لا تكون مصداقيّة.
اما لو كان منشأ الشك في مصداقيّة زيد لعنوان الفقير هو الجهل بحاله فالشبهة حينئذ مصداقيّة ، بمعنى انّه لو كان المراد من مفهوم الفقير محددا إلاّ انّه وقع الشك في فقر زيد بسبب عدم الاطلاع على أحواله وظروفه فإنّ الشبهة تكون عندئذ مصداقيّة ، وذلك لأنّها نشأت عن اشتباه الامور الخارجيّة.
* * *
٣٨٤ ـ الشبهة المفهوميّة
المراد من الشبهة المفهوميّة هو الشك الناشئ عن اجمال مفهوم من المفاهيم الواقعة موضوعا أو متعلقا لحكم شرعي ، كما لو وقع الشك فيما هو المراد من مفهوم الفقير الواقع موضوعا لوجوب الصدقة أو فيما هو المراد من مفهوم الغناء الواقع متعلقا للحرمة أو وقع الشك في مفهوم الاستطاعة والتي هي شرط من شرائط وجوب الحجّ أو في مفهوم الساتر والذي هو شرط من شرائط الصحّة في الصلاة وهكذا.
والشبهة الناشئة عن اجمال المفهوم على قسمين :
الاول : هو أن يكون المفهوم دائرا بين معنيين أو معان متباينة.
ومثاله قوله تعالى : ( وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) (١) ، فإنّ لفظ « القرء » يحتمل معنيين متباينين هما الطهر والحيض.
الثاني : أن يكون المفهوم دائرا بين معنيين أحدهما أعم مطلقا من الآخر أي أحدهما أوسع دائرة من الآخر.
ومثاله قوله تعالى : ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً ) (٢) ، فإن مفهوم الصعيد يدور بين السعة والضيق ، إذ انّ المراد منه إما هو مطلق وجه الأرض أو هو خصوص التراب ، فبناء على الاول يكون مفهوم الصعيد أوسع دائرة ممّا لو