وعلل السيّد الخوئي رحمهالله ذلك بأنّ الظهور الاستقلالي في تمام المعنى ينحلّ الى ظهورات تضمنيّة بلحاظ كلّ جزء من أجزاء المعنى ، فلو سقطت بعض الظهورات التضمنيّة فإنّ ذلك لا يوجب سقوط الظهورات التضمنيّة الاخرى بعد انعقاد الظهور لها وعدم تبعيّة بعضها لبعض فليس بعضها علّة لوجود الآخر ولا هو معلول له ، بمعنى انّ انعقاد الظهور في جزء المعنى لا ينشأ عن انعقاده في جزء المعنى الآخر حتى يكون سقوط أحد الظهورات التضمنيّة موجبا لسقوط تمام الظهورات التضمنيّة ، فالظهورات التضمنيّة وان كانت منحلّة عن الظهور الاستقلالي إلاّ انّ ذلك لا يعني ترابط الظهورات التضمنيّة فيما بينها بل انّ كلّ واحد من الظهورات التضمنيّة ناشئ عن نكتة مستقلّة عن الظهور التضمني الآخر.
* * *
٤٣٥ ـ الظهور الحالي
من الواضح انّه كما تكون للألفاظ مدلولات يمكن استظهارها اعتمادا على ما تقتضيه الاوضاع اللغويّة والمناسبات العرفيّة المتّبعة عند أهل المحاورة كذلك يمكن أن يكون للسلوك العملي مدلولات متعيّنة أو محتملة ، فلو كان للسلوك العملي مدلول متعين تركن اليه النفس اعتمادا على ما يقتضيه المتفاهم العرفي في مقام التعرف على ما توحيه المواقف العمليّة واعتمادا على الأساليب المتّبعة عقلائيا عند إرادة التعبير عن المراد بواسطة السلوك العملي.
ففي حالة من هذا القبيل يعبّر عن المدلول المتعيّن من الموقف العملي بالظهور الحالي ، ومنشأ التعبير عن هذا النحو من الظهور بالظهور الحالي هو انّ استفادته تتمّ بواسطة ملاحظة الحالة التي عليها ذو الموقف العملي والحالة العمليّة التي صدرت عنه.
ثمّ انّه ليس المقصود من المتعيّن هو ما يأبى احتمال إرادة مدلول آخر بل المقصود منه انسباق أحد المعاني المحتملة بنحو يكون هذا الانسباق