٤٤٧ ـ العقل النظري
المراد من العقل النظري هو العقل المدرك للواقعيات التي ليس لها تأثير في مقام العمل إلاّ بتوسّط مقدمة اخرى ، كإدراك العقل لوجود الله جلّ وعلا ، فإنّ هذا الإدراك لا يستتبع أثرا عمليا دون توسّط مقدّمة اخرى كإدراك حقّ المولويّة وانّ الله جلّ وعلا هو المولى الحقيق بالطاعة ، وحينئذ يكون إدراك العقل لوجود الله جلّ وعلا مستتبعا لأثر عملي.
وبذلك يتّضح انّ ما يدركه العقل النظري وكذلك العقل العملي هو الواقع ، غايته انّ سنخ المدركات النظريّة لا تستتبع أثرا عمليّا مباشرا وهذا بخلاف المدركات العقليّة العمليّة ، فالفرق بين العقل العملي والنظري هو نوع المدرك بصيغة المفعول.
وبهذا يتّضح الخلل في التعبير عن العقل النظري بأنّه المدرك للواقع وانّ العقل العملي هو المدرك لما ينبغي فعله ، إذ انّ ذلك موهم بأنّ مدرك العقل العملي لا يكون الواقع ، وهذا غير مراد قطعا.
ولمزيد من التوضيح لاحظ الاستلزامات العقليّة.
* * *
٤٤٨ ـ علامات الحقيقة والمجاز
وهي العلامات التي يتعرّف بواسطتها على ما هو الموضوع له اللفظ في ظرف الشك فيما هو الموضوع له اللّفظ.
والبحث عن هذه العلامات انّما هو بحث عن صلاحيتها للكشف عن الوضع.
ولاتّضاح محلّ البحث نقول : انّ المتلقي للّفظ تارة يشك فيما هو الموضوع له هذا اللفظ من قبل واضع اللغة ، وتارة يشك في مراد المتكلّم مع العلم بما هو الموضوع له اللفظ ، ومحل البحث انّما هو الجهة الاولى من الشك ، وهو الشك في أصل الوضع للفظ ، وهل هو موضوع لهذا المعنى أو لمعنى آخر ، وأمّا الجهة الثانية فمرجعها الاصول اللفظيّة.