إيجاد المعلول فإنّ مثل هذه العلّة يعبّر عنها بالعلّة ذات البديل.
ومثال ذلك الشمس بالنسبة للضوء فإنّها علّة مستقلّة لإيجاده إلاّ أنّها ليست منحصرة ، وذلك لوجود علّة مستقلّة أخرى توجب إيجاد الضوء لو اتّفق وجودها وهي المصباح مثلا فإنّه علّة لوجود الضوء.
القسم الثاني : هو العلّة الانحصاريّة ، وهي التي يكون وجودها موجبا لوجود المعلول على أن لا يكون للمعلول علّة أخرى.
ويمكن التمثيل لذلك بالنار بالنسبة للاحتراق ، فالنار علّة لوجود الاحتراق ، وليس ثمّة من شيء يترتّب عن وجوده الاحتراق سوى وجود النار ، لذلك كانت النار علّة انحصاريّة لوجود الاحتراق.
* * *
٤٥٦ ـ العلّة والحكمة
المراد من العلّة هي ما يدور الحكم مدارها وجودا وعدما بحيث لا تكون ثمّة حالة يكون الحكم فيها ثابتا مع انتفاء العلّة أو تكون العلّة فيها ثابتة مع انتفاء الحكم.
وهذا النحو من العلّة هو المصحّح للتعدّي من الموضوع الثابت له الحكم الى موضوع آخر متوفّر على العلّة التي بها ثبت الحكم للموضوع الاوّل المنصوص.
ثمّ انّ العلّة التي يدور الحكم مدارها تارة تكون بمعنى مناط الحكم وملاك جعله وتارة تكون بمعنى العلامة التي متى ما توفّرت في موضوع كشفت عن ثبوت حكم موردها له.
وهذا المعنى الثاني للعلّة قد يجتمع مصداقه مع المعنى الاول وقد يفترق ، وذلك لأنّه قد تكون العلامة هي نفسها مناط الحكم وملاك جعله ، وقد لا تكون كذلك بل تكون مجرّد ضابطة جعلت وسيلة للتعرّف على موارد ثبوت الحكم.
ويمكن التمثيل لمورد اجتماع العلّة بالمعنى الاوّل والعلّة بالمعنى الثاني بالإسكار ، فهو المناط ـ ظاهرا ـ من