الاستغراقي الى أحكام استقلاليّة.
* * *
٤٥٩ ـ العموم البدلي
المراد من العموم البدلي هو العموم الذي يكون مفاده شمول الحكم لجميع أفراد الطبيعة المدخولة لأداة العموم ولكن بنحو البدليّة والعطف بأو.
ففي الواقع يكون الحكم في العموم البدلي واقعا على صرف الوجود للطبيعة ، وواضح انّ صرف الوجود يتحقّق بأوّل وجودات الطبيعة ، ومن هنا يكون المطلوب هو ايجاد الطبيعة في ضمن فرد واحد إلاّ انّه لا خصوصيّة لفرد على آخر.
ومثال العموم البدلي ما لو قال المولى « أكرم أيّ رجل شئت ».
* * *
٤٦٠ ـ العموم الزماني
لا يختلف العموم الزماني عن العموم الاستغراقي إلاّ من جهة أنّ المستغرق والمستوعب في العموم الزماني هو آنات الزمان بخلاف العموم الاستغراقي فإنّه يطلق على الأعمّ من كون المستغرق هو آنات الزمان أو الأفراد.
ولا بأس هنا أن نشير إلى أمر له ثمرات مهمّة :
وهو أنّ العموم الزماني تارة يكون بلحاظ متعلّق الحكم ، وتارة يكون بلحاظ نفس الحكم.
أمّا الأوّل : فهو ما لو كان العموم الزماني وقع قيدا لمتعلّق الحكم ، كما لو قال المولى : ( يحرم شرب الخمر في كلّ زمان ) و ( يجب البرّ بالوالدين دائما ) و ( عليك بالصدق في كلّ آن ) فالعموم الزماني في كلّ هذه الخطابات وقع قيدا لمتعلّقات الأحكام ، أي لشرب الخمر في المثال الأوّل ولبرّ الوالدين في المثال الثاني وللصدق في المثال الثالث.
وأمّا الثاني : فهو ما لو كان العموم الزماني وقع قيدا لنفس الحكم ، كما لو قال المولى : ( الكذب حرام ) و ( الحرمة ثابتة في كلّ زمان ) فالعموم الزماني وقع قيدا للحكم بالحرمة وليس