متنجّزة بمنجّز سابق على منجزيّة مطلق الظنّ ، كما لو كانت هذه المظنونات واقعة طرفا للعلم الإجمالي وإلاّ لو ثبت انّ هذه المظنونات مجرى للاصول المؤمنة فإنّه لا سبيل لكشف العقل عن جعل الشارع الحجيّة للظنّ المطلق.
* * *
٥٠٣ ـ الكلّي الطبيعي
اختلف الأعلام في تفسير الكلّي الطبيعي :
التفسير الأوّل : وهو الذي ذهب إليه الحكيم السبزواري رحمهالله في منظومته من انّ الكلّي الطبيعي هو الماهيّة اللابشرط المقسمي ، والمراد من الماهيّة اللابشرط المقسمي هي الماهيّة الملحوظ معها عنوان مقسميّتها لأقسام الماهيّة مثل الماهيّة المجرّدة والماهيّة المطلقة والماهيّة المخلوطة.
وبتعبير آخر : انّ الماهيّة مثل مفهوم الإنسان قد تلاحظ بما هي هي أي لا يلحظ معها سوى الذات والذاتيات ، كأن نلاحظ الإنسان بما هو إنسان أو بما هو حيوان ناطق ، ولا يلاحظ مع ماهيّة الإنسان شيء آخر خارج عن ذات الإنسان وذاتياته حتّى ملاحظة اختصاص النظر بذات الإنسان وذاتياته غير ملحوظ ، وهذه هي الماهيّة المهملة ، وحينئذ ان لاحظنا مع هذه الماهيّة شيئا خارجا عن ذاتها وذاتيّتها وهو كونها مقسما للماهيّة المجرّدة والمخلوطة والمطلقة فعندئذ تصبح هذه الماهيّة ماهيّة لا بشرط المقسمي ، أي انّه لاحظنا ماهيّة الإنسان باعتباره مقسما للإنسان بشرط تجرّده عن تمام العوارض وللإنسان بشرط اتّصافه بخصوصيّة خارجة عن ذاته وللإنسان بشرط الإطلاق والإرسال ان لاحظناها مقسما لهذا الأقسام فهذه هي الماهيّة اللابشرط المقسمي ، وهي الكلّي الطبيعي بنظر المحقّق السبزواري رحمهالله.
التفسير الثاني : وهو الذي ذهب اليه المحقّق النائيني رحمهالله من انّ الكلّي