وأمّا الكلّي الطبيعي والذي هو الماهيّة المهملة فلا يعتبر فيه أكثر من القابليّة للصدق على أفراده ، وذلك لأنّ مصبّ اللحاظ هو الماهيّة بما هي هي ، فالملاحظ لا يرى إلاّ الطبيعة دون الأفراد ، نعم هذه الطبيعة لمّا كانت هي الحقيقة المشتركة بين الأفراد فإنّ ذلك هو الذي برّر القابليّة للصدق على هذه الأفراد.
التفسير الرابع : وهو الذي ذهب إليه السيّد الصدر رحمهالله وهو المناسب لبعض عبائر المناطقة ، وحاصله انّ الكلّي الطبيعي عبارة عن المفهوم الموجود في ضمن افراده الخارجيّة ، فالعقل انّما ينتزع هذا المفهوم من الخارج ابتداء ، بمعنى انّ العقل حينما يلحظ هذه الأفراد يجرّدها عن تمام خصوصيّاتها الشخصيّة ، فيتبلور عن ذلك مفهوم كلّي جامع صادق على تمام أفراده ، هذا المفهوم الكلّي الجامع هو المعبّر عنه بالكلّي الطبيعي وهو الماهيّة اللابشرط القسمي.
* * *
٥٠٤ ـ الكلّي العقلي
المقصود من الكلّي العقلي هو الماهيّة المجرّدة ، وهي الماهيّة الملحوظة مع خصوصيّة خارجة عن ذات الماهيّة وذاتياتها على أن تكون هذه الخصوصيّة الملحوظة هي عنوان التجرّد عن تمام العوارض الطارئة والتي يمكن أن تعرض الماهيّة خارجا.
مثلا : حينما يلاحظ مفهوم الإنسان بقيد التجرّد عن تمام ما يمكن أن يطرأ على طبيعة الإنسان خارجا فهذه الطبيعة الملحوظة بهذا اللحاظ يعبّر عنها بالماهيّة المجرّدة وبالماهيّة بشرط لا ، وهي الكلّي العقلي.
ومنشأ التعبير عنها بالكلّي العقلي هو انّ وعاء تقرر وجود هذه الماهيّة هو العقل فلا يمكن أن يكون لها وجود في الخارج ، ولهذا لا تحمل عليها إلاّ المعقولات الثانويّة كأن يقال : الإنسان نوع والحيوان جنس.
وقد عرف المناطقة الكلّي العقلي بتعريف أشبه بالتعريف المدرسي إلاّ