قد جعل حكما حرجيّا ، أي حكما يلزم من امتثاله الحرج.
* * *
٥١٠ ـ لحن الخطاب
وهو اصطلاح آخر لمفهوم الموافقة ، والتعبير عنه بلحن الخطاب ناشئ ـ كما قيل ـ عن انّ المتكلّم توسّل في بيان مراده بالتلويح بدلا عن التصريح ، وهذا ما يناسب المعنى اللغوي للفظ اللحن ، إذ انّ اللحن في اللغة يعني الفطنة وسرعة الفهم ، فكأنّما المتكلّم اعتمد على فطنة المخاطب فلم يصرّح بمراده واستعاض عن ذلك بالتلويح.
كما انّه قد يستعمل لفظ لحن الخطاب ويراد منه دلالة الاقتضاء ، ووجه المناسبة يتضح بملاحظة ما ذكرناه تحت عنوان « دلالة الاقتضاء ».
* * *
٥١١ ـ اللزوم البيّن وغير البيّن
تنقسم اللوازم الذاتيّة الى قسمين :
القسم الأوّل : هو اللزوم البيّن ، وهو الذي لا يحتاج إدراكه الى برهان تثبت بواسطته الملازمة بين الملزوم ولازمه ، وهو ينقسم الى قسمين :
الأوّل : اللزوم البيّن بالمعنى الأخصّ : وهو الذي يكون معه تصوّر الملزوم كافيا في تصوّر اللازم والجزم بالملازمة بينهما ، بمعنى انّ إدراك اللازم لا يحتاج لأكثر من تصوّر الملزوم ، ويمكن التمثيل بالنار والحرارة ، فإنّ النار هي الملزوم والحرارة هي لازم النار ، وتصوّر الحرارة والإذعان بكونها لازما للنار لا يحتاج لأكثر من تصوّر معنى النار.
الثاني : اللزوم البيّن بالمعنى الأعمّ : وهو ما يكون معه اللزوم مفتقرا تصوّره الى تصوّر الملزوم وتصوّر اللازم وتصوّر النسبة بينهما ، وحينئذ يتحقّق إدراك اللازم والجزم بالملازمة بينه وبين ملزومه.
ويمكن التمثيل له بالفرديّة والعدد سبعة ، فإنّ إدراك الملازمة بين العدد سبعة وبين الفرديّة يحتاج الى تصوّر