والمتحصّل من كلّ ما ذكرناه في الموارد الأربعة أنّ الموردين الأوّل والثاني تكون فيهما المدلولات الالتزاميّة حجّة ، وفي المورد الثالث وقع الخلاف وذهب المشهور إلى الحجّيّة ، وأمّا المورد الرابع فلا إشكال في عدم الحجّيّة.
* * *
٥١٣ ـ ليس التامّة والناقصة
المقصود من ليس التامّة هي التي تنفي الوجود عن الشيء ، وذلك في مقابل مفاد كان التامّة والتي يكون مفادها ثبوت الوجود لشيء ، ويعبّر عن مفاد ليس التامّة بالعدم المحمولي ، كما يعبّر عن مفاد كان التامّة بالوجود المحمولي.
فحينما يقال : « ليس زيد » فهذا معناه نفي الوجود عنه وهو العدم المحمولي ، كما انّه حينما يقال « كان زيد » فإنّ معناه « وجد زيد » ، وهو المعبّر عنه بالوجود المحمولي.
وأمّا المقصود من ليس الناقصة فهي التي تستعمل لنفي الصفات عن الشيء ، وذلك في مقابل كان الناقصة وهي التي تثبت صفة لشيء بعد الفراغ عن أصل وجوده ، ويعبّر عن مفاد ليس الناقصة بالعدم النعتي ، لأنّ الذي ينفى بها هو الوجود النعتي عن الشيء ، كما يعبّر عن كان الناقصة بالوجود النعتي ، فحينما يقال ليس زيد قائما فإنّ المنفي عن زيد هو القيام ، كما انّه حينما يقال « كان زيد قائما » يكون المثبت لزيد هو القيام والذي هو وجود نعتي لزيد.
ولا ريب انّ ثبوت الوجود النعتي لزيد منوط بأصل الوجود لزيد ، وهذا هو معنى انّ ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له. انّما الكلام عن انّ نفي شيء بمفاد ليس الناقصة هل هو فرع ثبوت المنفي عنه ، فلا يمكن نعت زيد بعدم القيام إلاّ حينما يكون زيد موجودا أو انّ نفي شيء عن شيء غير منوط بوجود المنفي عنه ، فيمكن نفي القيام عن زيد رغم عدم وجوده ، وتحقيق هذه المسألة في بحث العدم