ابن سينا ـ بعمليّة تحليليّة لهذه الصورة فيصنفها الى صنفين ، الاول هو مجموع المشخّصات الخاصّة بزيد والتي لا تصدق على غيره ، وهذا هو معنى ما به الامتياز ، والثاني هي الجهة المشتركة القابلة للصدق على كثيرين مثل ما تتقوّم به الذات من جنس وفصل ، وبعد هذا التحليل يتمّ الغاء ما به الامتياز ، ويتحصّل الذهن عندئذ على مفهوم كلّي هو مفهوم الإنسان المعبّر عنه بالمفهوم الماهوي ، وهو المعقول الأولي.
وأمّا بنظر صدر المتألهين رحمهالله فالعمليّة التي يتمّ بها تحصيل المفهوم الماهوي الكلّي تختلف عمّا ذكره ابن سينا والخواجة الطوسي رحمهما الله ، فالعقل عند ما يتلقى الصورة الحسيّة والتي هي صورة زيد ، فإنّه يحتفظ بهذه الصورة الشخصيّة في مرتبة الإدراك الحسي والتي هي أول مراتب الإدراك ثم يخلق صورة مناسبة لمرتبة أعلى من مرتبة الإدراك الحسي أو قل القوّة الحسيّة ، هذه المرتبة الأعلى هي مرتبة الإدراك الخيالي وفي نظره انّ الخلاق لهذه الصورة هي القوّة الخياليّة ، ثمّ تترقى هذه الصورة الى مرتبة أعلى من مراتب الإدراك العقلي ، وفي هذه المرتبة تصبح هذه الصورة مفهوما كليا ، إذ انّ هذه الصورة كلما انتقلت الى مرتبة تخلقت بشكل يتناسب مع تلك المرتبة والمناسب لمرتبة الإدراك العقلي هو ان تصبح الصورة كليّة.
هذا اذا لم نقل انّ ثمّة مرتبة تتوسط بين مرتبة القوّة الخياليّة والقوّة العقليّة والتي هي القوّة الواهمة وإلاّ فالصورة المنعكسة عن الخارج لا تصل الى مرحلة المفهوم الماهوي الكلّي إلاّ بعد المرور بأربع مراحل تكون المرحلة الرابعة وهي مرحلة الإدراك العقلي هي ظرف إدراك المعقول الأولي.
وبما ذكرناه يتّضح المراد من انّ المعقولات الأوّليّة لها ما بإزاء في الخارج هذا حاصل ما أفاده الشيخ مرتضى المطهري رحمهالله.
ثمّ انّ هناك اتّجاه آخر لتفسير