حرف النون
٥٨١ ـ النسب الأوليّة والنسب الثانويّة
النسب الذهنيّة كالمفاهيم الاسميّة من جهة انّها تارة تكون معقولات أوليّة وتارة تكون معقولات ثانويّة ، فكما انّ المفهوم الاسمي قد يكون منتزعا عن الخارج ابتداء كمفهوم الشجر والحجر فيكون معقولا أوليا ، وقد يكون منتزعا عن المعقول الأولي كالكليّة والجنسيّة والنوعيّة فيكون معقولا ثانويّا كذلك الحال في النسب والمعاني الحرفيّة فقد ينتزعها الذهن عن الخارج ابتداء كالنسبة الظرفيّة والنسبة الاستعلائيّة والابتدائيّة فتكون معقولا أوّليّا ، وقد ينتزعها الذهن عن معقول أولي فتكون معقولا ثانويا.
وضابطة الفرق بين النسب الأوليّة والنسب الثانويّة هو انّ النسبة ان كان موطنها الأصلي هو الخارج والذهن انّما ينتزعها عنه فهذه نسب أوليّة ، ومثالها النسب الظرفيّة حيث انّها مأخوذة عن ملاحظة وجودين خارجيين أحدهما مظروف والآخر ظرف له ، فموطن النسبة الظرفيّة الأصلي هو الخارج والذهن ينتزعها عنه ابتداء.
وأمّا لو كان موطن النسبة الأصلي هو الذهن ، أي لا وجود لها في الخارج ويتمحّض وجودها في عالم الذهن ، فإنّ الذهن عند ما ينتزع عن هذه النسبة نسبة اخرى تكون هذه النسبة المنتزعة نسبة ثانويّة. ومثالها : النسبة الاستثنائيّة والإضرابيّة والتأكيديّة ،