على الجزء الآخر انّما هو المادّة والصورة فلا يقال النطفة علقة ، وذلك في مقابل الجزء التحليلي وهو الجنس والفصل فإنّه لا يأبى الحمل على الجزء التحليلي الآخر ، كما انّه يقبل الحمل على المركّب منه ومن الجزء التحليلي الآخر ، فالحيوانيّة والناطقيّة يمكن حمل كلّ منهما على الآخر ، فيقال : الحيوان ناطق والناطق حيوان كما انّه يمكن حمل كلّ منهما على المركّب منهما فيقال : الإنسان حيوان والإنسان ناطق ، وهذا هو معنى انّ الجزء التحليلي ملحوظ بنحو اللابشرط.
* * *
٦٠٢ ـ مسلك الهوهويّة
وهو واحد من النظريّات المتصدّية لتفسير حقيقة الوضع وما هو سرّ العلاقة اللغويّة الواقعة بين اللفظ والمعنى ، وهو من النظريّات القائمة على أساس انّ العلقة الوضعيّة نشأت عن الاعتبار.
وحاصل المراد من مسلك الهوهويّة كما أفاد السيّد الخوئي رحمهالله هو انّ حقيقة الوضع عبارة عن اعتبار وجود اللفظ وجودا للمعنى تنزيلا ، فاللفظ هو المعنى تنزيلا في وعاء الاعتبار.
وبتعبير آخر : انّ منشأ العلاقة الحاصلة بين اللفظ والمعنى هو انّ الواضع افترض وجود اللفظ وجودا للمعنى فكأنّه لا يوجد في عالم الاعتبار إلاّ وجود واحد هو وجود المعنى ، إذ انّ اللفظ هو المعنى تنزيلا ، ولهذا يكون لحاظ المستعمل للفظ لحاظا آليا وأمّا ما يلحظه ابتداء واستقلالا حين استعمال اللفظ فهو المعنى وهذا هو مقتضى التنزيل ، إذ هو يقتضي اندكاك المنزّل في المنزّل عليه واعتباره وجودا للمنزّل عليه ، فلا شيء في عالم الاعتبار سوى المنزل عليه والذي هو المعنى.
ولهذا يكون إيجاد اللفظ ايجادا للمعنى لأنّه هو هو ، وهذا هو معنى انّ لحاظ اللفظ دائما يكون لحاظا آليا ومقدّمة لإيجاد المعنى وانّ نظر المستعمل انّما هو المعنى أولا وبالذات.