فَأَخَذَ (١) السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي (٢) ، فَقَالَ (٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَكَانَكَ (٤) » فَحَشَا (٥) مِلْءَ كَفَّيْهِ (٦) عِنَباً ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ ، فَأَخَذَهَا (٧) السَّائِلُ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَكَانَكَ يَا غُلَامُ ، أَيُّ شَيْءٍ مَعَكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ؟ » فَإِذَا مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَماً فِيمَا حَزَرْنَاهُ (٩) أَوْ نَحْوِهَا ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ (١٠) ، فَأَخَذَهَا ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ هذَا مِنْكَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ ، فَقَالَ (١١) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَكَانَكَ » فَخَلَعَ قَمِيصاً كَانَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : « الْبَسْ هذَا » فَلَبِسَهُ ، ثُمَّ قَالَ (١٢) : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي كَسَانِي وَسَتَرَنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ (١٣) ـ أَوْ قَالَ (١٤) : جَزَاكَ اللهُ خَيْراً ـ لَمْ يَدْعُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِلاَّ بِذَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَذَهَبَ. قَالَ : فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَدْعُ لَهُ ، لَمْ يَزَلْ يُعْطِيهِ ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ يُعْطِيهِ حَمِدَ اللهَ ، أَعْطَاهُ. (١٥)
٦١٩١ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ :
__________________
(١) في « بث ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل والبحار : « فأخذها ».
(٢) في « بك » : ـ / « الذي رزقني ».
(٣) في « بث ، بر » والوافي : « قال ».
(٤) في الوافي : + / « مكانك ».
(٥) في الوافي والوسائل والبحار : « فحثا ».
(٦) في « ظ » : « كفّه ».
(٧) في « ظ » : « فأخذه ».
(٨) في البحار : + / « الذي رزقني ».
(٩) في « ى ، بف » : « حرزناه ». والحَزْر : التقدير. وقيل : هو التقدير بالحدس والظنّ. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٩ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٥٧ ( حرز ).
(١٠) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » : « فناوله إيّاها ».
(١١) في « بث ، بر » والوافي : « قال ».
(١٢) في الوافي والبحار : « فقال ».
(١٣) في « بث ، بح ، بر ، بك » : « يا عبدالله ».
(١٤) في « بر ، بك » : ـ / « قال ». وقال في الوافي : « لفظة « أو قال » في أواخر الحديث من زيادات النسّاخ ، وليست في كتاب عدّة الداعي حيث روى هذا الحديث ، والظاهر أنّه كان هكذا : يا أبا عبد الله ، أو قال : يا عبد الله جزاك الله خيراً ، فأَسقط « يا عبد الله » ثمّ اختلفت النسخ في وجود « با ». وفي هامشه عن ولد المصنّف : « كذا في عامّة النسخ التي رأيناها ، والظاهر : وقال : جزاك الله ، مكان أو قال ، أو كان كما ذكره الوالد ـ عزّ بهاؤه ـ فأسقط الناسخون أصل اللفظتين ، وبقي ما في البين ».
(١٥) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٣ ، ح ٩٨٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩١ ، ح ١٢٣١٠ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٢ ، ح ٥٦.