تجري على وجه الأرض ولذا حكموا بفوقية الشمال على الجنوب في حكم اجتماع البئر والبالوعة وإذا تأملت فيما ذكرنا يظهر لك ما بينه عليهالسلام من الحكم في ذلك وأنه لا ينافي كروية الأرض والتدفق التصبب قوله عليهالسلام فإنه سوى الأمر الجليل الضمير راجع إلى الماء وهو اسم إن ويمزج خبره أي للماء سوى النفع الجليل المعروف وهو كونه سببا لحياة كل شيء منافع أخرى منها أنه يمزج مع الأشربة وقال الجوهري الحميم الماء الحار وقد استحممت إذا اغتسلت به ثم صار كل اغتسال استحماما بأي ماء كان انتهى والوصب محركة المرض والمكتنف بفتح النون من الكنف بمعنى الحفظ والإحاطة واكتنفه أي أحاط به ويظهر منه أن نوعا من الياقوت يتكون في البحر وقيل أطلق على المرجان مجازا ويحتمل أن يكون المراد ما يستخرج منه بالغوص وإن لم يتكون فيه واليلنجوج عود البخور ومن العراق أي البصرة إلى العراق أي الكوفة أو بالعكس قوله عليهالسلام ويعجز أي لو لا كثرة الهواء لعجز الهواء عما يستحيل الهواء إليه من السحاب والضباب التي تتكون من الهواء أولا أولا أي تدريجا أي كان الهواء لا يفي بذلك أو لا يتسع لذلك والضباب بالفتح ندى كالغيم أو سحاب رقيق كالدخان والأحايين جمع أحيان وهو جمع حين بمعنى الدهر والزمان قوله عليهالسلام فلا هي تمسك بالمادة والحطب أي دائما بحيث إذا انطفت لم يمكن إعادتها والمادة الزيادة المتصلة والمراد هنا الدهر ومثله ودفاء الأبدان (١) بالكسر دفع البرد عنها.
١٢ ـ الدر المنثور ، سئل عن ابن عباس هل تحت الأرض خلق قال نعم ألا ترى إلى قوله تعالى « خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ » (٢).
__________________
(١) الدفاء ـ بالكسر ـ : ما يستدمأ به ( لا الاستدفاء دفع البرد ) ولم نجد في كتب اللغة شاهدا على ما ذكره ، والظاهر أنه هنا « الدفأ » كالظمأ بمعنى التسخن.
(٢) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٢٣٨.