في عامي هذا إلى بيتك الحرام سبيلا حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك تقر بها عيني وترفع بها درجتي وترزقني أن أغض بصري وأن أحفظ فرجي وأن أكف بها عن جميع محارمك حتى لا يكون شيء آثر عندي من طاعتك وخشيتك والعمل بما أحببت والترك لما كرهت ونهيت عنه واجعل ذلك في يسر ويسار وعافية وأوزعني شكر ما أنعمت به علي وأسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك تحت راية نبيك مع أوليائك وأسألك أن تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك وأسألك أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك اللهم اجعل لي « مَعَ الرَّسُولِ
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « حجة » لعله منصوب بنزع الخافض أي الحجة أو بكونه بدلا عن قوله سبيلا.
قوله عليهالسلام : « زاكية » أي طاهرة من آفات الأعمال ، أو نامية في درجات الثواب والكمال وقوله عليهالسلام : « تقر » يمكن أن يقرأ على بناء الأفعال والمجرد.
قوله عليهالسلام : « ويسار » تأكيد لليسر ، أو هو ضد الإعسار والفقر.
قوله عليهالسلام : « وأوزعني » أي ألهمني ووفقني.
قوله عليهالسلام : « قتلا في سبيلك » فإن قلت : مع علمه عليهالسلام بعدم وقوع ذلك كيف يطلبه قلت : لا ينافي العلم بالوقوع واللاوقوع الدعاء فإنها عبادة أمروا بها ، ولو كانوا مأمورين بالعمل بمقتضى هذا العلم لزم أن يسقط عنهم أكثر التكاليف الشرعية كالتقية والاحتراس من الأعداء وغير ذلك مع أنه على القول بالبداء كان ذلك محتملا.
قوله عليهالسلام : « إن تكرمني » الإكرام والإهانة : إما في الدنيا أو في الآخرة والأعم منهما أظهر أي تجعلني ضدا لأعدائك وتكرمني في الدنيا والآخرة بإهانتهم ولا تجعلني ضدا لأوليائك فيكون كرامتهم سببا لإهانتي.