أخلاقهم لا جرم كانوا في غاية الخسة والدناءة ألا ترى أن سكان الإقليم السابع وهم الصقالبة لما قل نصيبهم من المعارف الحقيقية والأخلاق الفاضلة فلا جرم تقرر في عقول العقلاء خسة درجاتهم ودناءة مراتبهم وأما سكان وسط المعمور لما فازوا بالمعارف الحقيقية والأخلاق الفاضلة لا جرم أقر كل أحد بأنهم أفضل طوائف البشر وأكملهم وذلك يدل على أن فضيلة الإنسان وكماله لا يظهر إلا بالعلوم الحقيقية والأخلاق الفاضلة.
٤٣
(باب اخر)
(في خلق الأرواح قبل الأجساد وعلة تعلقها بها وبعض شئونها من ائتلافها واختلافها وحبها وبغضها وغير ذلك من أحوالها)
١ ـ البصائر : عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن آدم أبي الحسين (١) عن إسماعيل بن أبي حمزة عمن حدثه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك فقال كذبت فقال الرجل سبحان الله كأنك تعرف ما في قلبي فقال علي عليهالسلام إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرضهم علينا فأين كنت لم أرك (٢).
٢ ـ ومنه : عن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سلام بن أبي عمير (٣) عن عمارة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليهالسلام إذ أقبل رجل فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين والله إني لأحبك فسأله ثم قال له
__________________
(١) في المصدر : أبى الحسن.
(٢) البصائر : ٨٧.
(٣) كذا في جميع النسخ ، والظاهر أنه « سلام بن أبي عمرة » لعدم ذكر « سلام بن أبي عمير » في كتب الرجال ، واما عمارة فلم نعرف أنه من هو ، ومن المعلوم انه غير عمارة بن أبي سلامة الهمداني شهيد الطف ، وعلى فرض كونه إياه فلا يمكن رواية سلام عنه بلا واسطة ، وكيف كان فلا تخلو الرواية عن ضعف او ارسال كسابقتها ولاحقاتها.