...................................................................
__________________
=
أعوانهم وأزلامهم ، المعتاشون على فتات موائدهم ، ما اخترعته مخلية الأمويين ، فطبّلوا له وزمّروا ، دون أي وقفة للتأمّل في مدى مصداقية هذه المزاعم ودرجة صحتها ، بل وعظم الوزر الذي يقع عليها ، ولكنه حب الدنيا والمسارعة في الجريان خلف سرابها ، وتلك ليست بممتنعة على أحد إذا أعرض عن الآخرة وولاّها ظهره.
بيد أنّ تلك الأمور ، ومنها هذا الأمر المتعلق بإيمان أبي طالب قد مضى عليه الدهر ، وتبين للكثرين بعد البحث والتمحيص ، وتصدي العديد من علماء الطائفة ـ جزاهم الله عن الاسلام وأهله خيراً ـ لاثبات كذب ما افتري على هذا الرجل العظيم ، وكيف انقاد الكثيرون ـ وكلامي يختص بالمغررين منهم ـ دون وعي منهم في هذا التيار المنحرف ، فتحمّلوا وزراً كبيراً في ذلك.
نعم ، لقد انبرى العديد من علماء الطائفة ومفكريها إلى مناقشة تلك الروايات والأخبار المتعرضة لهذا الأمر ، والمشيرة إلى وفاة هذا الرجل الذي ربّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونصره ، وتعرّض معه للأذى ، وشاركه في جميع همومه ومشاكله ، والذي ما أن توفي حتى أمر الله تعالى رسوله الكريم بترك مكة ، لاَنّه لن يجد بعد ذلك ناصراً له ، ومحامياً عنه ، نعم لقد انبرى هؤلاء الأعلام إلى مناقشة هذه الروايات ، والتعرض لأسانيدها ، واحداً واحداً ، فظهر من ذلك العجب ، لاَنّ جميع أولئك الراوين لهذه الأخبار ـ والتي تختصر أوضحها في تفسير قوله تعالى : (إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) ـ من المبغضين لعلي عليهالسلام ، بل واثبات نزول هذه الآية المباركة في موارد اُخرى لا تختص بما اُشيع عنها من أنّها مختصة بأبي طالب دون غيره.
كما أن هؤلاء الأعلام رحمهم الله تعالى قد بينوا بجلاء جملة من المواقف الواضحةوالثابتة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المتناقضة تماماً مع تفسير هذه الآية ، ونسبةهذا الخبر الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي طالب ، وكذا ما روي من حديث الضحضاح وغيرهما.
ولما كان هذا الموضع لا يستوعب هذه المناقشات الطويلة والمسهبة ، فإنا نعرض عنالاستطراد في ذلك محيلين القارئ الكريم الى جملة ما اُلف حول هذا الموضوع قديماًوحديثاً ، ومنها :
١ ـ شيخ الابطح أو أبو طالب : للسيد محمد علي آل شرف الدين الموسوي.
٢ ـ مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للشيخ جعفر النقدي.
=