حيث تناول معظم الاخبار والروايات المتصلة به ، مستعرضاً من خلال ذلك الظروف والاحداث التي عاصرها ابان حضوره الظاهري ، منتقلاً منها الى ما رافق غيبتيه الصغرى والكبرى ، وما يتصل بهما ، والاحداث والوقائع التي ستصاحب ظهوره المنتظر باذن الله تعالى.
وقد حاول المؤلف في كتابه هذا عرض الاخبار والاحداث بشكل مرتب ومنظم ، وبالصورة التي تساعد على رسم صورة واقعية للزمن الذي عاصرته هذه الاحداث ، ووفق المقاييس المرتكزة على جوهر العقيدة الاسلامية ، ومبانيها الواضحة والصحيحة ، وباعتماد جملة من المراجع والمصادر المهمة والمعتبرة ، والتي يشكّل كتاب الارشاد للشيخ المفيد رحمهالله واحداً منها.
وعموماً فان هذا الكتاب يمثل خطوة رائدة في عملية كتابة التأريخ بالشكل الذي يرتكز ارتكازاً واضحاً وبيناً على المنهج المتفرع عن التوصيات المتكررة للمشرّع المقدس ، واعتماداً على خطوطه العامة التي تقدمت منّا الاشارة اليها آنفاً.
بين إعلام الورى وربيع الشيعة
من يتأمل في متني كتابنا هذا ـ إعلام الورى ـ وربيع الشيعة المنسوب للسيد ابن طاووس رحمهالله يجد توافقاً غريباً ، وتطابقاً عجيباً بين الاثنين ، سواء في ترتيب الاَركان والاَبواب والفصول ، أو في المواضيع التي تناولتها هذه التقسيمات ، باستثناء بعض الاختصارات المحدودة ، والاختلاف في خطبة الكتاب ، وهذا ممّا أثار استغراب قرّاء الكتابين وتعجبهم ، ودفعهم للتفحُّص بدقة وعناية في علّة هذا التوافق ومصدره ، وهل ان هذين الاسمين لكتابين