٧١
( باب )
معالجة البواسير وبعض النوادر
١ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن هشام بن الحكم ، عن زرارة ، قال : رأيت داية أبي الحسن عليهالسلام تلقمه الأرز وتضربه عليه ، فغمّني ذلك ، فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال إنّي أحسبك غمّك الّذي رأيته من داية أبي الحسن عليهالسلام ، قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : نعم ، نعم الطعام الاَرز ، يوسّع الأمعاء ، ويقطع البواسير ، وإنّا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز والبسر ، فإنّهما يوسّعان الأمعاء ، ويقطعان البواسير (١) .
٢ ـ ومنه : عن محمّد بن عليّ ، عن عمر بن عيسى ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : الكراث يقمع البواسير ، وهو أمان من الجذام لمن أدمنه .
تأييد : قال في القانون : الكراث منه شاميٌّ ومنه نبطيٌّ ومنه الّذي يقال له الكراث البرّيّ ، وهو بين الكراث والثوم ، وهو بالدواء أشبه منه بالطعام ، والنبطيُّ أدخل في المعالجات من الشاميّ ، حارٌّ في الثالثة ، يابس في الثانية ، والبرّيُّ أحرّ و أيبس ، ولذلك هو أردأ ـ إلى أن قال ـ وينفع البواسير مسلوقه مأكولاً وضماداً ، و يحرّك الباه ، وبزره مقلوًّا مع حبّ الآس للزحير ودم المقعدة .
وقال صاحب بحر الجواهر : منه بستانيٌّ ومنه برّيٌّ ، حارٌّ يابس في الثالثة ، وهو أقلّ إسخاناً وتصديعاً وإظلاماً للبصر من الثوم والبصل ، بطيء الهضم ، رديء للمعدة ، يولد كيموساً رديئاً ، وفيه قبض قليل ، ينفع البواسير إذا سلق في الماء مراراً ثمَّ جعل في الماء البارد وطحن بزيت . وقال ابن بيطار : نقلاً عن ابن ماسة : إذا أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة .
وعن ماسرجويه : إذا دخّنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير . وعن ابن
__________________
(١) المحاسن : ٥٠٤ .