سبعا وصلى خلف المقام ركعتين ثم أقبل منقلبا فعرض له شاب من بني سهم فقتله فثارت بمكة غبرة حتى لم تبصر لها الجبال قال أبو الطفيل وبلغنا أنه إنما تثور تلك الغبرة عن موت عظيم (١) من الجن قال فأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتلى الجن فكان فيهم سبعون شيخا أصلع سوى الشباب (٢).
٧٨ ـ وعن ابن مسعود قال : خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال هل لك أن تصارعني فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان فصارعه فصرعه الإنسي فقال تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان له خبج كخبج الحمار (٣).
٧٩ ـ وعن معاذ بن جبل (٤) قال : ضم إلي رسول الله صلىاللهعليهوآله تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي هو عمل الشيطان فارصده فرصدته ليلا فلما ذهب هوي من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك لأرفعنك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيفضحك فعاهدني أن لا يعود.
فغدوت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال ما فعل أسيرك فقلت عاهدني أن لا يعود فقال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية ففعل مثل ذلك (٥) فعاهدني أن لا يعود
__________________
(١) في المصدر : عند موت.
(٢) الدر المنثور ١ : ١٢٠.
(٣) الدرر المنثور ١ : ٣٢٣ فيه : اخرج أبو عبيد في فضائله والدارمي والطبراني وابو نعيم في دلائل النبوة والبيهقي عن ابن مسعود.
(٤) في المصدر : اخرج ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن معاذ بن جبل.
(٥) في المصدر : فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فعاهدنى.