كان وهو مختلف الطباع لأنه يأكل ما تأكله السباع وما ترعاه البهائم وما يأكله الإنسان وفي طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب لكنه لا يطيع معلمه إلا بعنف عظيم وضرب شديد (١).
وقال الضب بفتح الضاد حيوان بري معروف يشبه الورل قال ابن خالويه الضب لا يشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدا ويقال إنه يبول في كل أربعين يوما قطرة ولا يسقط له سن ويقال إن سنه قطعة واحدة ليست بمفرجة (٢) قال عبد اللطيف البغدادي الورل والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ كلها متناسبة في الخلق وللضب ذكران وللأنثى فرجان كما للورل والحرذون والضب يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحدق للشمس ويغتذي بالنسيم ويعيش ببرد الهواء وذلك عند الهرم وفناء الرطوبات ونقص الحرارات وبينه وبين العقرب مودة فلذلك يهيئ (٣) في جحره لتلسع المتحرش (٤) إذا أدخل يده لأخذه ولا يتخذ جحره إلا في كدية حجر خوفا من السيل والحافر ولذلك توجد براثنه ناقصة كليلة وذلك لحفر الأماكن الصعبة (٥) وفي طبعه النسيان وعدم الهداية وبه يضرب المثل في الحيرة ولذلك لا يحفر جحره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب الطعم ويوصف بالعقوق لأنه يأكل حسوله (٦) وهو طويل العمر ومن هذه الجهات يناسب الحيات والأفاعي ومن شأنه أنه لا يخرج في الشتاء من جحره ، روى الدارقطني والبيهقي والحاكم وابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلىاللهعليهوآله كان في محفل من الصحابة إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ليذهب
__________________
(١) حياة الحيوان ١ : ٢٣٦ و ٢٣٧.
(٢) في المصدر : ان اسنانه قطعة واحدة ليست مفرقة.
(٣) في المصدر : يؤويها.
(٤) أي الصائد للضباب.
(٥) في المصدر : لحفره بها في الاماكن الصعبة.
(٦) الحسول جمع الحسل : ولد الضب.