أميرالمؤمنين بعد رسول الله ، والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي من بعده وأنتم أئمتي ، عليه أحيى وعليه أموت ، وأدين الله به ، قال : يا عمرو! هذا والله ديني ودين آبائي الذي ندين الله به ، في السر و العلانية ، فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ، ولاتقل : إني هديت نفسي ، بل هداك الله ، فاشكر ما أنعم الله عليك ، ولاتكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه وإذا أدبر طعن في قفاه ، ولا تحمل الناس على كاهلك ، فانه يوشك إن حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك (١).
كا : عن علي ، عن أبيه ، وأبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار جميعا عن صفوان مثله (٢).
بيان : في القاموس : التنزه التباعد والاسم النزهة بالضم ، ومكان نزه ككتف ونزيه وأرض نزهة بكسر الزاي ونزيهة بعيدة عن الريف ، وغمق المياه ، وذبان القرى وومد البحار وفساد الهواء ، نزه ككرم وضرب نزاهة ونزاهية ، والرحل تباعد عن كل مكروه فهو نزيه ، واستعمال التنزه في الخروج إلى البساتين والخضر والرياض غلط قبيح ، وهو بنزهة من الماء بالضم ببعد (٣).
وأقول : كفى باستعماله عليهالسلام في هذا المعنى شاهدا على صحته وفصاحته وإن أمكن حمله على بعض المعاني التي ذكرها مع أنهم عليهمالسلام قد كانوا يتكلمون بعرف المخاطبين ومصطلحاتهم تقريبا إلى أفهامهم وقال في المصباح : قال ابن السكيت في فصل ماتضعه العامة في غير موضعه خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين ، وإنما
____________________
(١) رجال الكشى ص ٣٥٦.
(٢) الكافى ج ٢ ص ٢٣. مع اختلاف يسير.
(٣) القاموس ج ٤ : ٢٩٤. والريف : أرض فيها زرع وخصب ، وقيل : حيث تكون الخضر والمياه ، وغمق البحار : نداه يعنى رطوبة الهواء ، وذبان جمع ذباب وهى في القرى لقذارة أرضها وهوائها أكثر منها في المدن ، وومد البحار : نداها في صميم الحر تقع على الناس ليلا.