لما بعد الموت ، وأحمق الحمقا من اتبع نفسه هواه وتمنى عل الله الاماني فقال الرجل : يا أمير المؤمنين وكيف يحاسب الرجل نفسه؟ قال : إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال : يانفس إن هذا يوم مضى عليك لايعود إليك أبدا والله سائلك عنه فيما أفنيته ، فما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله أم حمدتيه؟ أقضيت حق أخ مؤمن؟ أنفست عنه كربته؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟ أأعنت مسلما؟ ما الذي صنعت فيه؟ فيذكر ماكان منه ، فان ذكر أنه جرى منه خير حمد الله عزوجل وكبره على توفيقه ، وإن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله عزوجل وعزم على ترك معاودته ومحا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد وآله الطيبين وعرض بيعة أمير المؤمنين على نفسه وقبولها ، وإعادة لعن شانئيه وأعدائه ، ودافعيه عن حقوقه ، فاذا فعل ذلك قال الله عزوجل : لست اناقشك في شئ من الذنوب مع موالاتك أوليائي ومعاداتك أعدائي (١).
١٧ ـ جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن سالم الازدي ، عن موسى ابن القاسم ، عن محمد بن عمران البجلي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : من لم يجعل له من نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا (٢).
١٨ ـ جا : علي بن بلال ، عن عبدالله بن راشد ، عن الثقفي ، عن أحمد بن شمر ، عن عبدالله بن ميمون المكي ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام اتي بخبيص (٣) فأبى أن يأكله فقالوا له : أتحرك؟ قال : لا ، ولكني أخشى أن تتوق إليه نفسي فأطلبه ، ثم تلا هذه الآية « أذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها » (٤).
____________________
(١) تفسير الامام ١٣.
(٢) مجالس المفيد ص ٢٥.
(٣) الخبيص : الحلواء ، معروف.
(٤) أمالي المفيد ص ٨٧ ، والاية في الاحقاف : ٢٠.