بها وعملها كتبت عليه سيئة (١) وكمارواه عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام.
___________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٤٢٨ ، ولفظ الحديث : محمدبن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن على بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : ان الله تبارك وتعالى جعل لادم في ذريته : من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا ، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه [ سيئة ] ومن هم بها وعملها كتبت عليه سيئة.
وقال المؤلف العلامة في شرحه : يدل على أنه لامؤاخذة على قصد المعاصى اذا لم يعمل بها وهويحتمل وجهين : الاول أن تكون سيئة ضعيفة يكفرها تركها ، الثانى أن لا يكون القصد متصفا بالحسن والقبح أصلا كما ذهب اليه جماعة ، والاول أظهر.
نعم لوكان بمحض الخطور بدون اختياره ، لايتعلق به التكليف ، وقد مر تفصيل ذلك في باب أن الايمان مبثوث لجوارح البدن ، وفى باب الوسوسة.
وقال المحقق الطوسى قدس الله سره في التجريد : ارادة القبيح قبيحة وتفصيله أن مافى النفس ثلاثة اقسام : الاول الخطرات التى لا تقصد ولاتستقر وقد مر أن لامؤاخذة بها ولاخلاف فيه بين الامة ظاهرا.
والثانى الهم وهو حديث النفس اختيارا أن تفعل شيئا أو أن لاتفعل ، فان كان ذلك حسنة كتبت له حسنة واحدة ، فان فعلها كتبت له عشر حسنات ، وان كانت سيئة لم تكتب عليه ، فان فعلها كتبت عليه سيئة واحدة ، كل ذلك مقتضى أحاديث هذا الباب ، وكانه لاخلاف فيه أيضا بين الامة ، الا أن بعض العامة صرح بأن هذه الكرامة مختصة بهذه الامة وظاهر هذا الخبر أنها كانت في الامم السابقة أيضا.
الثالث العزم وهو التصميم وتوطين النفس على الفعل أو الترك ، وقد اختلفوا فيه فقال أكثر الاصحاب : أنه لايؤاخذ به لظاهر هذه الاخبار ، وقال : أكثر العامة والمتكلمين والمحدثين أنه يؤاخذبه ، لكن بسيئة العزم لابسيئة المعزوم عليه ، لانها لم تفعل ، فان فعلت كتبت سيئة ثانية لقوله تعالى : « ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم » وقوله : « اجتنبوا كثيرا من الظن » ولكثرة الاخبار الدالة على حرمة