___________________
الحسد واحتقار الناس ، وارادة المكروه بهم ، وحملوا الاحاديث الدالة على عدم المؤاخذة على الهم.
والمنكرون أجابوا عن الايتين بأنهما مخصصان باظهار الفاحشة والمظنون كماهو الظاهر من سياقهما ، وعن الثالث أن العزم المختلف فيه ماله صورة في الخارج كالزنا وشرب الخمر ، وأما ما لاصورة له في الخارج كالاعتقادات وخبائث النفس مثل الحسد وغيره فليس من صور محل الخلاف ، فلاحجة فيه على مانحن فيه.
وأما احتقار الناس وارادة المكروه بهم فاظهارهما حرام يؤاخذبه ، ولانزاع فيه ، وبدونه أول المسألة.
ثم الظاهر أنه لافرق في قوله : « ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه » بين أن لم يعملها خوفا من الله ، أو خوفا من الناس وصونا لعرضه.
ثم ان عشر أمثال الحسنة مضمونة البتة لدلالة نص القرآن عليه ، وأن الله قد يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف ، كماجاء في بعض الاخبار ، والى مالاحساب له كماقال سبحانه : « انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ».
ثم اعلم أن الظاهر أن عدم المؤاخذة بارادة المعصية انماهو للمؤمنين فلاينافى ما مرمرويا عن الصادق عليهالسلام أنه انما خلد أهل النار في النار ، لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، ولوسلم العموم فانما يعفى عنه اذا بقى زمانا عزم على فعله في ذلك الزمان ولم يفعل ، وفى الكافر ليس كذلك ، لانه لم يبق الزمان الذى عزم على الفعل فيه.
فان قيل : لعله كان لوبقى في أزمنة الابد أو عاد لم يفعل ، قلنا : يعلم الله خلاف ذلك منهم لقوله سبحانه : « ولوردوا لعادوا لما نهوا ».
وقد يجاب بأنه لامنافاة بينهما اذ دل أحدهما على عدم المؤاخذة بنية المعصية اذالم يفعلها ودل الاخر على المؤاخذة بنية المعصية اذا فعلها ، فان المنوى كالكفر واستمراره مثلا موجود في الخارج بهذه النية ليست داخلة في النية بالسيئة التى لم يعملها واعترض عليه بأن المعصية ليست سببا للخلود على مايفهم من الحديث المذكور