والبترية هم أصحاب كثير النوا والحسن بن صالح بن حي وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأبوالمقدام ثابت الحداد ، وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليهالسلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما أمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب عليهالسلام يذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ويثبتون لكل من خرج من ولد علي بن أبي طالب عليهالسلام عند خروجه الامامة (١).
٩ ـ دلائل الامامة للطبري الامامي : عن حسن بن معاذ الرضوي ، عن لوط بن يحيى الازدي ، عن عمارة بن زيد الواقدي قال : حج هشام بن عبدالملك ابن مروان سنة من السنين ، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر ، وابنه جعفر بن محمد عليهمالسلام فقال جعفر بن محمد في بعض كلامه : الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة الله على خلقه ، وخيرته من عباده ، فالسعيد من اتبعنا ، والشقي من عادانا وخالفنا ومن الناس من يقول : إنه يتولانا وهو يوالي أعداءنا ، ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم أعداؤنا فهو لم يسمع كلام ربنا ولم يعمل به.
قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام فاخبر مسيلمة [بن عبدالملك] أخاه بما سمع ، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق ، وانصرفنا إلى المدينة ، فانفذ بريدا إلى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه ، فأشخصنا فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثة أيام ثم أذن لنا في اليوم الرابع ، فدخلنا وإذا هو قد قعد على سرير الملك وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطين متسلحين ، وقد نصب البرجاس (٢) حذاه وأشياخ قومه يرمون.
____________________
(١) رجال الكشي ص ٢٠٢.
(٢) البرجاس : بالضم : غرض في الهواء يرمي به وأظنه مولدا قاله الجوهري وقال في برهان قاطع : البرجاس بضم الباء وسكون الجيم والالف الممدوة : الغرض مطلقا كان في الهواء ، أو منصوبا في الارض ، والعرب تخصه بالاول ويسمى الثاني هدفا.