قذف امرأته فقال : رأيت ذلك بعيني كانت شهادته أربع شهادات بالله ، وإذا قال : إنّه لم يره. قيل له أقم البيّنة على ما قلت : وإلاّ كان بمنزلة غيره ، وذلك أنّ الله تعالى جعل للزوج مدخلاً لا يدخله غيره والد ولا ولد يدخله بالليل والنهار فجاز له أن يقول : رأيت ، ولو قال غيره : رأيت قيل له : وما أدخلك المدخل الذي ترى هذا فيه وحدك ، أنت متّهم فلابدّ من أن يقيم عليك الحدّ الذي أوجبه الله عليك .. ) (١).
هذا بعض ما أثر عنه في بيان علل بعض الأحكام التي شرعها الإسلام.
والشيء المحقّق الذي لا يمكن إنكاره ، ولا إخفاءه هو ما بشّر به الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّته بخروج المصلح العظيم الإمام المنتظر الذي يقيم اعوجاج الدين ، وتحقّق في ظلال حكمه العدالة الاجتماعية الكبرى فيأمن المظلومون والمضطهدون ، ويعمّ الحقّ جميع أنحاء الدنيا ، ويقضى على الغبن الاجتماعي ، وتزول عن الناس جميع أفانين الظلم والجور ، ويكون حكمه الزاهر امتداداً ذاتياً لحكومة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحكومة الإمام أمير المؤمنين رائد الحقّ والعدل في الأرض.
إنّ الاعتقاد بضرورة خروج الإمام المنتظر ( عجّل الله فرجه ) جزء من رسالة الإسلام وعنصر هام من عناصر العقيدة الإسلامية ، فإنّ الإسلام بمفهومه الصحيح لابدّ أن يسود الأرض ، ولابدّ للمبادئ الوضعيّة من أن تتحطّم لأنّها جرّت المحن والخطوب للإنسان ، وأخلدت له المشاكل والمتاعب ، ولابدّ أن ينقذ الله عباده من شرورها واستبدادها على يد هذا الإمام العظيم.
وعلى أي حال فقد تواترت الأخبار عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن الأئمة الطاهرين
__________________
١ ـ وسائل الشيعة : ج ١٥ ص ٥٩٤.