الأرض وذلك قول الله عزوجل : ( أينَ ما تكُونُوا يأتِ بكمُ اللهُ جميعاً إنّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ ) (١). فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ) (٢).
لقد أخبر الإمام الجواد عن بعض خصائص الإمام المنتظر من غياب شخصه وحجبه عن الأنظار ، كما أخبر عن عدد أصحابه بعد ظهوره وأنّهم كعدد أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر فقد استطاع بتلك القلّة المتسلّحة بالإيمان والوعي أن يقضي على معالم الجاهلية ، ويدمّر القوى الباغية ، ويرفع كلمة الله عالية في الأرض ، كذلك وصيّه الأعظم الإمام المنتظر عليهالسلام فإنّه بأصحابه القلّة المؤمنة سوف يغيّر مجرى الحياة فيبسط العدل السياسي والعدل الاجتماعي في ربوع الأرض ويحقّق للإنسانية أعظم الانتصارات ، ويقضي على معالم الجاهلية التي طغت في هذه العصور التي خضع الناس فيها للمادة ، ولم يعد للقيم الروحية والمثل الكريمة أي ظلّ في النفوس ، أرانا الله الأيام المشرقة من أيام حكمه.
للإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام بعض النصائح الرفيعة الهادفة إلى الإيمان بالله والثقة به والتوكّل عليه ومن بينها :
١ ـ الثقة بالله :
قال عليهالسلام : ( إنّ من وثق بالله أراه السرور ، ومن توكّل على الله كفاه الأمور ، والثقة بالله حصن لا يتحصّن فيه إلاّ المؤمن ، والتوكّل على الله نجاة من كلّ سوء
__________________
١ ـ سورة البقرة : الآية ١٤٨.
٢ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : ج ٢ ص ٤٩ ، الكفاية والنصوص.