الحناجر (١) والحمد لله الذي يفعل ما يشاء وهو العليم الخبير .. ) (٢).
ولم تشر المصادر التي بأيدينا إلى أسماء هؤلاء الأشخاص الذين انحرفوا عن الحقّ ، وضلوا عن الطريق ، ولم نعلم الأسباب التي دعتهم إلى رفضهم لمبدأ أهل البيت عليهمالسلام وانتحال دين آخر.
٢ ـ وردت على الإمام أبي جعفر عليهالسلام رسالة رواها بكر بن صالح قال : كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني رسالة جاء فيها : ( إنّ أبي ناصب خبيث الرأي ، وقد لقيت منه شدّة وجهداً ، فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي ، وما ترى جعلت فداك ، أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟ ).
فأجابه الإمام عليهالسلام بعد البسملة :
( قد فهمت كتابك ، وما ذكرت من أمر أبيك ، ولست أدع الدعاء لك إن شاء الله ، والمداراة خير لك من المكاشفة ، ومع العسر يسراً ، فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين ، ثبّتك الله على ولاية من تولّيت ، نحن وأنتم وديعة الله التي لا تضيع ودايعه .. ) (٣).
ودلّت هذه الرسالة على لزوم البرّ بالأب ، وإن كان ناصبياً مبغضاً لأهل البيت عليهمالسلام وأمرت الولد بالصبر على ما يلقاه من أبيه من جهد وعناء ، وبهذه الأخلاق الرفيعة كان الأئّمة يوصون أتباعهم بالتحلّي بها ليكونوا قدوة إلى الناس.
٣ ـ كان إبراهيم بن محمد وكيل الإمام الجواد عليهالسلام بهمدان لتعليم الناس معالم دينهم ، وقبض الحقوق الشرعية منهم ، وإرسالها للإمام عليهالسلام وكان قد بعث ما قبضه للإمام عليهالسلام فأرسل عليهالسلام له هذه الرسالة :
__________________
١ ـ هكذا في الأصل ولعلّ الصحيح بلغت الحناجر.
٢ ـ الدرّ النظيم : ورقة ٣٢٢ ـ ٣٢٣.
٣ ـ بحار الأنوار ج ١٢ ص ١١٢.