ولا تبرأ ذمّته منها بالتوبة والرواية ناظرة إلى الحكم التكليفي.
وروى الإمام الجواد عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام أنّ الله تعالى : ( أوحى إلى بعض الأنبياء أمّا زهدك في الدنيا فتعجلك الراحة ، وأمّا انقطاعتك إليّ فيعزّزك بي ، ولكن هل عاديت لي عدوّاً ، وواليت لي وليّاً؟ .. ) (١).
وتحدّث الإمام الجواد عليهالسلام ، عمّا يحتاج إليه المؤمن في هذه الحياة بقوله : ( المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله ، وواعظ من نفسه ، وقبول ممّن ينصحه ) (٢).
للإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تُعدّ من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام ، وقد حفلت بأصول الحكمة ، وقواعد الأخلاق وخلاصة التجارب ، وفيما يلي بعضها :
١ ـ قال عليهالسلام : ( لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولنَ عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم ، وارحموا ضعفاءكم ، واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة منكم .. ).
وحفل هذا الحديث بأمور بالغة الأهمّية ، وقد جاء فيه :
أ ـ النهي عن العجلة والتسرّع في الأمور قبل أن يتبيّن حالها ، وذلك لما تجرّ من
__________________
١ ـ تحف العقول : ص ٤٥٥ ـ ٤٥٦.
٢ ـ تحف العقول : ص ٤٥٧.