تصرّفاته ، وتراقب جميع من يتّصل به ، ولمّا استبان له سموّ شخصية الإمام وأنّه لا يجاريه ولا يسايره ولا يقرّ سياسته الهادفة إلى نشر الظلم والفساد في الأرض فحينئذٍ دسّ له السمّ على يد زوجته اُمّ الفضل فاغتاله ، وكان الإمام في غضارة العمر وريعان الشباب ، ويعرض هذا الكتاب إلى تفصيل ذلك كله.
(٩)
لا أرى هناك عائدة على الاُمّة ، أو خدمة تؤدّي إليها أفضل من نشر حياة أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وإذاعة مآثرهم ، ونشر فضائلهم بين الناس فإنّهم سلام الله عليهم المصدر الأصيل لكرامة الإنسان ، وشرفه ، والينابيع الفيّاضة للفكر والوعي ، لالهذه الاُمّة فحسب ، وإنّما للناس جميعاً على اختلاف قوميّاتهم ، وأديانهم ، وميولهم .. وقد رفعوا راية الحق عالية خفّاقة ، وهي ترشد الضالّ ، وتهدي الحائر ، وتوضّح القصد ، وتدللّ على الإيمان بالله الذي تبتني عليه قوى الخير والسلام في الأرض. إنّ البحث عن سير أئمّة أهل البيت عليهمالسلام يكشف عن كنوز مشرقة من العلم والحكمة ويكشف عن ذوات أخلصوا للحقّ ، وخلقوا للإيمان واتّجهوا صوب الله تعالى ، وتبنّوا الدعوة إليه ، وعانوا في سبيل ذلك من فراعنة عصورهم مالم يعانه أي مصلح اجتماعي في الأرض ، إنّ الإمام الجواد عليهالسلام أحد كواكب تلك العترة الطاهرة ، وهو ممّن رفع كلمة الله ، فامتحن كأشدّ ما يكون الامتحان من أجل ذلك قابله فراعنة عصره وطواغبت زمانه ، بألوان قاسية من الاضطهاد والجور ويوضّح هذا الكتاب جميع هذه الجوانب.
(١٠)
ولم تحظّ المكتبة العربية بدراسة عن حياة الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام الذي هو من