القراءات ، كل طريقة منها تُنسب إلى قارئ ، ومن أشهرهم في العصر العباسي يحيى بن الحارث الذماري المتوفّى سنة ( ١٤٥ هـ ) وحمزة بن حبيب الزيات المتوفّى سنة ( ١٥٦ هـ ) وأبو عبد الرحمن المقري المتوفى سنة ( ٢١٣ هـ ) وخلف بن هشام البزار المتوفى سنة ( ٢٢٩ هـ ) (١).
ب ـ التفسير :
ويُراد به إيضاح الكتاب العزيز وبيان معناه ، وقد اتجه المفسّرون في تفسيره إلى اتجاهين.
الأول : التفسير بالمأثور ، ونعني به تفسير القرآن بما أثر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأئمّة الهُدى وهذا ما سلكه أغلب مُفسّري الشيعة كتفسير القمّي ، والعسكري والبرهان ، وحجّتهم في ذلك إنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام هم المخصوصون بعلم القرآن على حقيقته وواقعه ، وقد أدلى بذلك الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام بقوله : ( ما يستطيع أحد أن يدّعي إنّ عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء (٢) وقد تظافرت الأدلّة على وجوب الرجوع إليهم في تفسير القرآن يقول الشيخ الطوسي :
( إنّ تفسير القرآن لا يجوز إلاّ بالأثر الصحيح عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن الأئمة الذين قولهم حجة كقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .. ) (٣).
الثاني : التفسير بالرأي ، ويُراد به الأخذ بالاعتبارات العقلية الراجعة إلى الاستحسان وقد ذهب إلى ذلك المفسرون من المعتزلة ، والباطنية فلم يعنوا بما أثر عن أئمّة الهدى في تفسير القرآن الكريم ، وإنّما استندوا في تفسيره إلى ما يرونه من
__________________
١ ـ المعارف : ص ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، الفهرست : ص ٤٢ ـ ٤٥.
٢ ـ التبيان : ج ١ ص ٤.
٣ ـ حياة الإمام محمد الباقر : ج ١ ص ١٨١.