علم الفقه أكثر من سائر العلوم ، وقد قام أئمة أهل البيت عليهمالسلام بدور فعال في إنشاء مدرستهم الفقهية التي تخرّج منها كبار الفقهاء والعلماء أمثال زرارة ، ومحمد بن مسلم ، وجابر بن يزيد الجعفي وأمثالهم من عيون العلماء ، وقد دوّنوا ما سمعوه من الأئمة الطاهرين في أصولهم التي بلغت زهاء أربعمائة أصل ، ثمّ هذّبت ، وجمعت في الكتب الأربعة التي يرجع إليها فقهاء الإمامية في استنباطهم للأحكام الشرعية.
ولم يقتصر هذا النشاط في طلب علم الفقه والإقبال عليه على الشيعة ، وإنّما شمل جميع الطوائف الإسلامية.
وأسّس هذا العلم الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام حسبما حقّقناه عند البحث عن حياته ، وهذا العلم ممّا يتوقّف عليه الاجتهاد والاستنباط ، وكان موضع دراسة في ذلك العصر.
وهو من العلوم التي لعبت دوراً مهمّاً في العصر العبّاسي ، فقد كانت بحوثه موضع جدل ، وقد عقدت لها الأندية في قصور الخلفاء وجرى في بعض مسائله نزاع حادّ بين علماء هذا الفنّ ، وقد تخصّص بهذا العلم جماعة من الأعلام في ذلك العصر في طليعتهم الكسائي والفراء وسيبويه ، وقد أسس هذا العلم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام رائد العلم والحكمة في الأرض.
من العلوم التي انتشرت في ذلك العصر علم الكلام ، ويقصد به الدفاع عن المعتقدات الدينية بالأدلّة العلمية ، وقد أسس هذا الفنّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام وتخصّص به جماعة من تلاميذهم ، يعدّ في طليعتهم العالم الكبير هشام بن الحكم ، ومن أشهر