وقبل أن أخوض في ميدان البحث عن معالم شخصيّة الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام وأتحدث عن سيرته ، وسائر شؤونه ، أعرض إلى حسبه الوضاح ، وما رافقه من بيان ولادته وملامح شخصيّته ، وغير ذلك ممّا يعتبر مفتاحاً للحديث عن شخصيته ، وفيما يلي ذلك :
وليس في دنيا الأنساب نسب أسمى ، ولا أرفع من نسب الإمام أبي جعفر عليهالسلام فهو من صميم الأسرة النبوية التي هي من أجلّ الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها ، تلك الأسرة التي أمدّت العالم بعناصر الفضيلة والكمال ، وأضاءت جوانب الحياة بالعلم والإيمان .. أما الأصول الكريمة ، والأرحام المطهرة التي تفرع منها فهي :
أما أبوه فهو الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى بن جعفر ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام وهذه هي السلسلة الذهبية التي لو قرأت على الصمّ البكم لبرئوا بإذن الله عزوجل ـ كما يقول المأمون العباسي (١) ـ ويقول الإمام أحمد بن حنبل : ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جُنّته ) (٢)
__________________
١ ـ عيون أخبار الرضا : ج ٢ ص ١٤٧.
٢ ـ الصواعق المحرقة : ص ٢٠٧.