فإذا ما ركابه سرن بحراً |
|
سار في الماء راكباً ليث غاب |
أسداً باسطاً ذراعيه يعدو |
|
أهرت الشدق كالخ الأنياب (١) |
لا يعانيه باللجام ولا السو |
|
ط ولا غمز رجله في الركاب |
عجب الناس إذ رؤوك على صو |
|
رة ليث تمرّ مرّ السحاب |
سبّحوا إذ رأوك سرت عليه |
|
كيف لو أبصروك فوق العقاب (٢) |
ذات زدون منسّر جناحين |
|
تشقّ العباب بعد العباب |
تسبق الطير في السماء إذا ما |
|
استعجلوها بجيئة وذهاب |
بارك الله للأمين وأبقا |
|
ه له رداء الشباب |
ملك تقصر المدائح عنه |
|
هاشمي موفّق للصواب (٣) |
هذه بعض نزعات الأمين وصفاته ، وهي تصوّر لنا إنساناً تافهاً قد اتجه إلى ملذّاته وشهواته ولن يعن بأي شأن من شؤون الدولة الإسلامية.
وتقلّد الأمين الخلافة يوم توفى الرشيد ، وقد ورد عليه خاتم الخلافة والبردة والقضيب التي يتسلّمها كلّ من يتقلد الخلافة من ملوك العباسيين وحينما استقرت له الأمور خلع أخاه المأمون ، وجعل العهد لولده موسى وهو طفل صغير في المهد وسمّاه الناطق بالحق ، وأرسل إلى الكعبة من جاءه بكتاب العهد الذي علّقه فيها الرشيد ، وقد جعل فيه ولاية العهد للمأمون بعد الأمين ، وحينما أتى به مزّقه وكان ذلك ـ فيما يقول المؤرخون ـ برأي الفضل بن الربيع وبكر بن المعتمر.
__________________
١ ـ هرت الشدق : واسعه. كالخ الأنياب : كاشرها.
٢ ـ العقاب : إحدى السفن التي كانت معدّة للأمين.
٣ ـ أبو نؤاس لابن منظور : ص ١٠٣ ـ ١٠٤.