وظلّ إبراهيم مختفياً في بغداد يطارده الرعب والخوف ، وقد ظفر به المأمون فعفا عنه لأنّه لم يكن له أي وزن سياسي حتى يخشى منه.
من أعظم الثورات الشعبية التي حدثت في عصر الإمام أبي جعفر عليهالسلام هي ثورة أبي السرايا التي استهدفت القضايا المصيرية لجميع الشعوب الإسلامية ، فقد رفعت شعار الدعوة إلى ( الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ) الذين هم الأمل الباسم للمضطهدين والمحرومين ، وكادت أن تعصف هذه الثورة بالدولة العباسية ، فقد استجاب لها معظم الأقطار الإسلامية ، فقد كان قائدها الملهم أبو السرايا ممّن هذّبته الأيام ، وحنّكته التجارب ، وقام على تكوينه عقل كبير ، فقد استطاع بمهارته أن يجلب الكثير من أبناء الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ويجعلهم قادة في جيشه ، ممّا أوجب اندفاع الجماهير بحماس بالغ إلى تأييد ثورته والانضمام إليها إلاّ أنّ المأمون قد استطاع بمهارة سياسية فائقة أن يقضي على هذه الحركة ، ويقبرها في مهدها ، فقد جلب الإمام الرضا عليهالسلام إلى خراسان ، وأرغمه على قبول ولاية العهد ، وأظهر للمجتمع الإسلامي أنّه علوي الرأي ، فقد رفق بالعلويّين ، وأوعز إلى جميع أجهزة حكومته بانتقاص معاوية والحطّ من شأنه ، وتفضيل الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام على جميع صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاعتقد الجمهور أنّه من الشيعة واستطاع بهذا الأسلوب الماكر أن يتغلّب على الأحداث ويخمد نار الثورة كما ألمحنا إلى ذلك في بعض فصول هذا الكتاب.
هذه بعض الثورات التي حدثت في عصر الإمام محمد الجواد عليهالسلام وهي تحكي عن عدم استقرار الوضع السياسي في ذلك العصر.
ولم يشك أحد من المسلمين أن أهل البيت أولى بالخلافة وأحقّ بها من العباسيين ، كما أن العباسيين كانوا لا يرون أنهم أهل للخلافة مع وجود العلويّين وقد