وفي بعض أعلام هذه الأسرة الكريمة يقول أبو العلاء المعري الذي كان يسيء الظن بأكثر الناس :
والشخوص التي أضاء سناها |
|
قبل خلق المريخ والميزان |
قبل أن تخلق السماوات |
|
وتؤمر أفلاكهن بالدوران |
من هذه الشجرة الطيبة الكريمة على الله ، والعزيزة على كلّ مسلم تفرّع الإمام محمد الجواد عليهالسلام.
أما السيدة الفاضلة الكريمة أم الإمام محمد الجواد عليهالسلام فقد كانت من سيدات نساء المسلمين عفّة وطهارة ، وفضلاً ويكفيها فخراً وشرفاً أنها ولدت علماً من أعلام العقيدة الإسلامية ، وإماماً من أئمة المسلمين ، ولا يحطّ من شأنها أو يُوهن كرامتها أنها أمة ، فقد حارب الإسلام هذه الظاهرة واعتبرها من عناصر الحياة الجاهلية التي دمرها ، وقضى على معالمها فقد اعتبر الفضل والتفوّق إنّما هو بالتقوى ، وطاعة الله ولا اعتبار بغير ذلك من الأمور التي تؤوّل إلى التراب.
إن الإسلام ـ بكلّ اعتزاز وفخر ـ ألغى جميع ألوان التمايز العنصري واعتبره من أهمّ عوامل التأخّر والانحطاط في المجتمع لأنّه يفرّق ، ولا يوحد ويشتّت ولا يجمع ، ولذلك فقد سارع أئمة أهل البيت إلى الزواج بالإماء للقضاء على هذه النعرات الخبيثة وإزالة أسباب التفرقة بين المسلمين فقد تزوج الإمام زين العابدين ، وسيد الساجدين ، بأمة أولدت له الشهيد الخالد ، والثائر العظيم زيداً. وتزوّج الإمام الرضا عليهالسلام أمة فأولدت له إماماً من أئمة المسلمين وهو الإمام الجواد عليهالسلام.. لقد كان موقف الأئمة عليهمالسلام من زواجهم بالإماء هو الردّ الحاسم على أعداء الإسلام الذين جهدوا على التفرقة بين المسلمين.