به وأجابه بالمثل ، فأمر السفاك بقتله ، فقتل (١) ويذكر أبو فراس الحمداني في شافيّته نكث العباسيين لبيعتهم للعلويين بقوله :
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن |
|
أباهم العلم الهادي وأمّهم |
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم |
|
ولا يمين ولا قربى ولا ذمم |
لقد بايع العباسيون بالإجماع العلوي الثائر محمد ذا النفس الزكية إلاّ أنهم نكثوا بيعتهم ، وخاسوا بعدهم فقتلوه وقتلوا كلّ من كان متّصلاً به من العلويّين وغيرهم.
واختلس العباسيون السلطة من العلويين ، فقد أوعزوا إلى دعاتهم في بداية الثورة برفع شعار الدعوة إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن يموهوا بكلّ حذر على الجماهير بأنّ الخلافة بأنّ الخلافة لأهل البيت عليهمالسلام ، ولا نصيب فيها لغيرهم ، وفي سبيل هذه الدعوى الغالية ضحّى المسلمون بأفلاذ أكبادهم ، فقد أيقن المسلمون وآمنوا أنّ لا منقذ لهم ، ولا محرّر لهم من جور الأمويّين وظلمهم سوى أهل البيت حماة العدل ، ودعاة الحقّ في الإسلام ، يقول السيد مير علي : ( وكانت كلمة أهل البيت هي السحر الذي يؤلّف بين قلوب مختلف طبقات الشعب ، ويجمعهم حول الراية السوداء .. ) (٢).
وتستّر العباسيون تحت هذا الظلال الوارف الذي جمع ما بين العواطف والمشاعر وأخذوا يردّدون الشعارات التي تردّدها الجماهير وهي أن لا حاكم للمسلمين سوى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وانطلقت الأمة في مسارها وهي تدكّ حصون الظالمين وتبيد دعاتهم وجيوشهم ، ولمّا تمّ النصر وإذا بالعبّاسيين قد زحفوا إلى دست الحكم واحتلّوا منصب أهل البيت عليهمالسلام وسرقوا جهود الجماهير.
____________
١ ـ تاريخ ابن الأثير.
٢ ـ رواح الإسلام : ص ٣٠٨.