وهو بين الآنية المرصّعة والخزائن المجزعة ، والمطارح من الوشي والديباج والجواري يرفلن في الحرير والجوهر ، ويستقبلنه بالروائح التي لا يدري لطيبها ما هي ، خيّل إليه أنّه في الجنة بين الجمال والجوهر والطيب (١).
وكان من نتائج بذخ العباسيين وترفهم ما ذكره ابن خلدون أنه كانت دور في قصورهم لنسج الثياب تسمّى دور الطراز ، وكان القائم عليها ينظر في أمور الصنّاع وتسهيل آلاتهم وإجراء أرزاقهم (٢).
وتعدّدت ألوان الطعام بسبب تقدّم الحضارة فقد روى طيفور عن جعفر بن محمد الأنماطي أنّه تغذّى عند المأمون فوضع على المائدة ثلاث مائة لون من الطعام (٣) ونظراً لتعدّد ألوان الطعام فقد فسدت أسنانهم ممّا اضطرّهم إلى شدّها بالذهب للعلاج (٤).
وخلّف ملوك بني العباس ووزرائهم من الأموال ما لا يحصى ، وفيما يلي بعض ما تركوه :
١ ـ مخلفات المنصور :
وترك الطاغية البخيل المنصور الدوانيقي من الأموال التي سرقها من المسلمين
__________________
١ ـ حضارة الإسلام : ص ٩٦.
٢ ـ المقدمة : ص ٢٦٧.
٣ ـ تاريخ بغداد لطيفور : ص ٣٦.
٤ ـ التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية لصالح أحمد : ص ١٧٧.