في البحوث السابقة.
وبعدما بلغ الإمام الجواد عليهالسلام سنّ الخامسة عشر سافر إلى بغداد للزواج بأمّ الفضل التي عقد عليها ، وقدم إلى بغداد في شهر صفر ليلة الجمعة ، وأقام فيها.
وكان المأمون بتكريت ، فقصده ، وقابله المأمون بمزيد من الحفاوة والتكريم ، وأمر أن تدخل عليه زوجته أمّ الفضل فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف ، وكانت داره على شاطئ دجلة ، فأقام بها حتى موسم الحجّ ثمّ خرج منها (١).
ووفد جماعة من أعيان بغداد وغيره على الإمام وهم يهنّئونه بزواجه ، ويبدون أفراحهم بهذه المناسبة ، وكان ممّن وفد عليه محمد بن علي الهاشمي ولنستمع إلى حديثه ، قال : دخلت على أبي جعفر صبيحة عرسه بابنة المأمون ، وكنت تناولت من أوّل الليل دواءً فأصابني العطش ، وكرهت أن أدعو بالماء ، فنظر أبو جعفر في وجهي ، وقال : أراك عطشاناً؟ قلت : أجل ، قال : يا غلام اسقنا ماءً فقلت في نفسي : الساعة يأتون بماء مسموم ، واغتممت لذلك ، فأقبل الغلام ومعه الماء ، فتبسّم في وجهي ، ثمّ قال : يا غلام ناولني الماء فتناوله وشرب ، ثمّ ناولني فشربت وأطلت عنده ، وعطشت فدعا بالماء ، وفعل كما فعل بالمرة الأولى ، وخرجت من عنده وأنا أقول : أظنّ أنّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة (٢).
لقد خاف محمد على الإمام أبي جعفر عليهالسلام من العباسيين أن يغتالوه بالسمّ
__________________
١ ـ تاريخ بغداد لأحمد طيفور : ج ٦ ص ٣٣ ( من مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء ). تاريخ الطبري : ج١ ص ٦٢٣.
٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ص ١١٢.